أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، هي التجربة النووية الرابعة التي تجريها الدولة المحاصرة دولياً. هذا الاعلان أدى إلى استنفار سياسي ودبلوماسي حيث توالت الاتصالات بين دول الغرب والدول التي تُعدّ صديقة لبيونغ يانغ لإدانة هذا النشاط النووي.
ووسط احتفالات شعبية بنجاح التجربة، قال التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي إنه تم رصد زلزال بلغت شدته 5.1 درجات بالقرب من موقع معروف للتجارب النووية في وقت سابق اليوم. وقد نقلت وكالات الأنباء الغربية «شكوك» خبراء أسلحة في أن تكون القنبلة متطورة إلى الحد الذي أعلنته كوريا الشمالية.
وتُعدّ قوة القنابل الذرية أقل من قوة القنابل الهيدروجينية (الحرارية النووية) التي تستخدم أولاً في تقنية الانشطار ثم في تقنية الانصهار النووي في تفاعل متسلسل.
واشنطن سارعت إلى التشكيك في بيونغ يانغ والطعن في مصداقية نجاحها التكنولوجي، مشيرة إلى أنه لم تتوافر لديها أدلة دامغة حتى الآن تثبت ادّعاء بيونغ يانغ. أما كوريا الجنوبية، فقد أعلنت نيتها استئناف البث الدعائي عبر مكبرات الصوت الضخمة على الحدود مع جارتها الشمالي. وكان البث الدعائي الجنوبي قد أدى في آب الماضي إلى زيادة حدة للتوتر بين البلدين اللذين تبادلا جرّاءه القصف المدفعي، قبل أن يتوصلا إلى تسوية للوضع بعد مفاوضات استمرت يومين على مستوى عال.
من جهتها، استدعت بكين سفير كوريا الشمالية لديها وسلمته مذكرة احتجاج على التجربة النووية. بدورهما، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف، والمبعوث الأميركي الخاص بسياسة كوريا الشمالية سون كيم، أن سلوك بيونغ يانغ «هو انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي المعنية». وعبر الطرفان في اتصال عن القلق الذي يثيره سلوك بيونغ يانغ، فيما أكد الجانب الروسي عدم وجود بديل للحل السياسي الدبلوماسي لقضايا شبه الجزيرة الكورية في إطار المفاوضات السداسية، كما أكد على ضرورة تجنب الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تأجيج النزاع في المنطقة.
واستدعت موسكو سفير كوريا الشمالية لديها وسلمته مذكرة احتجاج، كذلك عبّر الكثير من المسؤولين الروس عن قلقهم إزاء بروز سلاح دمار شامل قرب الحدود الشرقية لروسيا، فيما دعت وزارة الخارجية الروسية إلى التهدئة رغم مجاراتها أعضاء مجلس الأمن في التلويح بعقوبات إضافية ضد بيونغ يانغ.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت أول تجربتين نوويتين في 2006 و2009 بقنابل تحتوي على البلوتونيوم. أما التجربة الثالثة في 2013 فقد تكون تضمنت اليورانيوم، وهو أمر لم يتأكد بعد.