انتهى اجتماع الملك فيليب السادس مع زعماء الأحزاب الرئيسية في إسبانيا، إلى الإخفاق في التوصل إلى تسمية رئيس جديد لتشكيل الحكومة. ووفق بيان القصر الملكي، فقد خلص الملك، أول من أمس، إلى أنه ليس هناك مرشح محتمل لتولي منصب رئاسة الوزراء، بعد أشهر من المحادثات، ودعا في النتيجة إلى حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. وفي وقت سابق، أعلن رئيس «الحزب الإشتراكي الإسباني»، بيدرو سانشيز، المكلف تشكيل الحكومة، إخفاق مفاوضات الفرصة الأخيرة لتشكيل ائتلاف يساري. وقال سانشيز: «نحن مجبرون على إجراء انتخابات مجددا»، وذلك بعد لقائه فيليب السادس، لإبلاغه أنه لا يحظى بما يكفي من التأييد لتولي رئاسة الوزراء.
استمر تبادل الاتهامات بين القوى السياسية في الأيام الأخيرة

وفشل سانشيز، في تشكيل ائتلاف يضمن تحقيق الثقة للحكومة في البرلمان، ولم يتمكن من جذب سوى تحالف واحد مع حزب «المواطنون». في المقابل، رفض الاشتراكيون أي تحالفٍ مع «الحزب الشعبي»، أما حزب «بوديموس»، فيرفض الدخول في تحالفٍ مع «الإشتراكي» يتضمن «المواطنون». ومن المحتمل أن يبدأ السباق الانتخابي في العاشر من حزيران المقبل، على أن تجرى الانتخابات في 26 من الشهر نفسه، وفق ما تشير تقارير في الصحافة الإسبانية.
برغم ذلك، استمرّ تبادل الاتهامات في الأيام الأخيرة بين رؤساء الأحزاب، فقد أكد رئيس «الشعبي»، ماريانو راخوي، الذي يملك الأغلبية في البرلمان، موقفه السابق بأن ما تحتاجه إسبانيا هو تحالف بين حزبه و«الاشتراكي»، وأن سانشيز «ملام» لرفضه هذه الفكرة.
ووفق صحيفة «إل بايس»، فإن راخوي يرى أن مثل هذا التحالف ــ الذي قد يتضمن أيضا «المواطنون» ــ ربما يرسل رسالة قوية «للعالم أجمع» بأن إسبانيا مستقرة، ويسهل أيضا «حصول التغيير الحقيقي الذي تحتاجه» البلاد. ويضيف التقرير أن راخوي يرى أن مثل هذا التحالف «المنطقي والمتماسك»، يقدم «التغيير والاستقرار» المطلوب. لكنه يرى أن «الإشتراكي» سعى إلى بناء تحالفات بديلة «لم تكن مثمرة».
ومع أن شخص راخوي، وهو رئيس حكومة البلاد قبل الانتخابات الأخيرة، لا يتمتع بدعم من الأطراف السياسية الأخرى، فإنه لا ينوي «إفساح المجال» لمرشح آخر من حزبه اليميني.
في المقابل، فإن الزعيم الاشتراكي بيدرو سانشيز، أعاد تأكيد رغبته في إبقاء «الشعبي» خارج أي تحالف مستقبلي، مؤكداً أنه لطالما قال إنه «لن يدع إسبانيا تقع بيد قوى سياسية تريد تحطيمها». وأضاف سانشيز أنه لن يعتمد على تلك القوى؛ «بعد 26 حزيران، لن أتفاوض مع الحزب الشعبي أو أي من الانفصاليين». كما لام حزب «بوديموس» اليساري، لأنه لم يقبل أن يكون معه في الائتلاف.
ورأى سانشيز في هذا الصدد، أنه ستكون هناك انتخابات جديدة، لأن «الطرف الراديكالي في بوديموس ربح»، مضيفاً أن زعيم «بوديموس»، بابلو إيغليسياس، «لم يرد أن يرى أبدا زعيما اشتراكيا على رأس الحكومة». لكنّ الأخير لم يرفض قطعا التحالف مع «الإشتراكي»، في الانتخابات الجديدة، وفق تقرير لموقع «ميديابار» الفرنسي.
ويرى تقرير «ميديابار» أن مثل هذا التحالف قد يكون واردا إذا ما تمكن الحزبان من تقريب وجهات النظر بينهما بخصوص السياسة الاقتصادية، وكذلك درجة الاستقلالية التي قد يقبلون منحها لإقليم كاتالونيا.
(الأخبار)