استهلّ الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارته إلى الصين بالتشديد على وجوب التعاون بين البلدين، داعياً بكين إلى الاستفادة من الدروس الأميركية في الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات العالمية
واصل الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، زيارته إلى الصين، حيث ألقى محاضرة في شنغهاي عرض خلالها الصداقة الأميركية على العملاق الصيني، قبل أن ينتقل إلى بكين حيث لبى دعوة نظيره الصيني هو جينتاو للعشاء، على أن يلتقيه اليوم على طاولة المباحثات. ووجه أوباما، في مستهل خطاب ألقاه أمام عشرات الطلاب المختارين من كبريات جامعات العاصمة الاقتصادية للبلاد، تحية إلى «الصين العظيمة»، مؤكداً أنه «ليس على الصين والولايات المتحدة أن تكونا خصمين». وأوضح «نحن لا نسعى إلى احتواء صعود الصين، بل على العكس نحن نرحب بالصين كعضو قوي متمتع بالرخاء وناجح في المجتمع الدولي».
وقال أوباما إن على واشنطن وبكين اتخاذ «خطوات حاسمة» لمواجهة التغير المناخي. وقال إن سهولة الوصول إلى المعلومات مصدر قوة لأي بلد. وأضاف ان «تعزيز حرية الوصول إلى المعلومات يشجع ملكة الإبداع وتدفق الأفكار»، مشدداً على «وجوب ضمان الحقوق العالمية كحرية التعبير والمعتقد والإعلام أينما كان، بما في ذلك في الصين». وأشار أوباما إلى أن «قيام علاقات ثنائية جيدة بين البلدين من شأنه أن ينشر الازدهار والسلام في العالم». وفي حوار مع شبان صينيين في متحف شنغهاي للعلوم والتكنولوجيا، نقلته وكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، تحدث أوباما عن أهمية تعزيز الشراكة مع الصين من أجل حلّ الأزمات العالمية. وقال «لدينا اليوم علاقات إيجابية وبناءة وشاملة تفتح الباب أمام شراكة حول القضايا العالمية الرئيسية في وقتنا هذا: الانتعاش الاقتصادي، تطوير طاقة نظيفة، وقف انتشار الأسلحة النووية وتصاعد تغير المناخ، وتعزيز السلام والأمن في آسيا والعالم».
وأضاف أن بلاده ستواصل تأييدها الكامل لسياسة صين واحدة، معرباً عن «رغبته وأمله العميق» في رؤية التحسن الكبير بين الصين وتايوان في حل مشاكلهما.

تعزيز حرية الوصول إلى المعلومات يشجّع ملكة الإبداع وتدفّق الأفكار
وتحدث الرئيس الأميركي عن تهديد تنظيم «القاعدة»، فقال إنه التهديد الأكبر لأمن الولايات المتحدة. وأوضح أن القوات الأميركية أرسلت إلى أفغانستان لأن عناصر تنظيم «القاعدة» يُستقطبون من قبل حركة «طالبان» وذلك عبر الحدود الأفغانية، مشيراً إلى أهمية «إحلال الاستقرار في أفغانستان ليتسنى للشعب الأفغاني أن يحمي نفسه، كما يمكنه أن يصبح شريكاً في خفض قوة تلك الشبكات المتطرفة». وشدد على أن «هزيمة القاعدة تعدّ مهمة صعبة وليست فقط عملاً عسكرياً».
وأشار أوباما إلى أن القضايا الأساسية الأخرى التي سيتناولها مع الرئيس الصيني هو جينتاو تشمل تطوير الطاقة النظيفة وتعزيز السلام والأمن في آسيا. ورأى أن شنغهاي وشيكاغو يمكنهما التعلم من بعضهما البعض ولا سيما في مجال الطاقة النظيفة.
وفي العلاقات على المسرح الدولي، قال أوباما إن العالم مترابط جوهرياً وإن القوة في القرن الحادي والعشرين لم تعد لعبة صفرية، أي غالب ومغلوب. وأضاف ان «العمل الذي نقوم به والرخاء الذي نقيمه، والبيئة التي نحميها والأمن الذي نسعى إليه، تعدّ كلها أموراً مشتركة»، مشيراً إلى أن «نجاح أي دولة لا يأتي على حساب دولة أخرى».
وتعدّ الصين المحطة الأبرز في جولة أوباما الآسيوية التي قادته حتى الآن إلى طوكيو وسنغافورة وشنغهاي وبكين، على أن يختتمها في سيول.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)