بوتين لا يرى مجالاً لتحسين العلاقات الروسية ــ التركية: ندعم خطة أميركية لإعداد مشروع قرار أممي بشأن سوريا

  • 0
  • ض
  • ض

تطرّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مختلف القضايا الداخلية والخارجية، مستغلاً لقاءه السنوي مع الصحافيين، أمس، فأتاح لنفسه الفرصة ليؤكد النقاط التي تحرّك السياسة الروسية المتبعة، أخيراً، في إطار محاربة الإرهاب، وفيما صرّح بأنه يدعم خططاً أميركية لدفع عملية السلام في سوريا، هاجم تركيا بلهجة غاضبة قائلاً إنه ليس في وضع يسمح له بأن يغفر لأنقرة إسقاط طائرة حربية روسية. وفي كلمة أمام نحو 1400 صحافي في قاعة ضخمة داخل مركز مؤتمرات في موسكو، قال بوتين إنه يدعم، بشكل عام، خطة أميركية لإعداد مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن سوريا، رغم أن الخلافات بين موسكو وواشنطن لا تزال قائمة. إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأنه "بعد أن تتعرف القيادة السورية على نقاط القرار يجب أن تقبل به"، مستطرداً بالقول "ربما هناك بعض النقاط التي لن تعجبها". وأشار إلى أن تسوية أي نزاع مسلّح مستمر منذ سنوات، تتطلب دائماً قبول جميع الأطراف الحلول الوسط، ولكنه أشار إلى أن موسكو ليست مستعدة لسحب دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن هناك حاجة لدستور جديد وإجراء انتخابات لتحديد مصير البلد الذي مزقته الحرب. وشدد على أنه لن يوافق أبداً على أن تقرّر أي قوة خارجية من الذي سيحكم سوريا، مؤكداً أنه ما من سبيل لتسوية الأزمة السورية إلا من خلال الحل السلمي. وقال "نعتقد بأن الشعب السوري وحده يستطيع أن يقرّر من يحكمه". واعتبر الرئيس الروسي أن المبادرة الأميركية تشير إلى قلق واشنطن والدول الأوروبية من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ولاسيما في اليمن وسوريا والعراق. وقال "تتطابق خطتنا في النقاط الرئيسية مع الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة، ويدور الحديث عن صياغة الدستور بجهود مشتركة، واستحداث آليات للرقابة على الانتخابات المبكرة، وإجراء الانتخابات وقبول نتائجها".

الهدف الرئيسي وراء قيام "داعش" يكمن في حماية الاتجار غير الشرعي بالنفط
وقال إن روسيا تمكنت من إقامة اتصالات مع أشخاص يمثلون المعارضة المسلّحة، التي ترفض أي تعاون مع الحكومة السورية، لكنها تريد محاربة "داعش" وتقوم بذلك على الأرض. وأكد أن سلاح الجو الروسي يؤيّد جهود هذه القوات المعارضة مثلما يدعم الجيش السوري. ولم يستبعد بوتين أن يكون الهجوم التركي على القاذفة الروسية مرتبطاً بمحاولة أطراف ما في القيادة التركية إرضاء الأميركيين، لكنه تساءل حول ما إذا كانت واشنطن مهتمة بمثل هذه "المغازلة". وقال "من الصعب علينا أن نتوصل لاتفاق مع القيادة التركية الحالية، إن كان ذلك ممكناً على الإطلاق". وأضاف "ما الذي حققوه؟ ربما اعتقدوا بأننا سنهرب من هناك (من سوريا)، لكن روسيا ليست هذا البلد" الذي يهرب. وأضاف الرئيس الروسي أن "تركيا كانت تخترق الأجواء السورية مراراً"، محذراً من أن تفعل ذلك مجدداً. وأشار إلى أن موسكو نشرت منظومة الدفاع الجوي "إس400" في سوريا، بسبب اعتداء تركيا على الطائرة الروسية. كما أكد أن مشكلة تدفق المسلحين، تحديداً، دفعت موسكو إلى إلغاء نظام السفر من دون تأشيرات بين روسيا وتركيا. من جهة أخرى، اعتبر بوتين أن الهدف الرئيسي وراء قيام تنظيم "داعش" يكمن في حماية الاتجار غير الشرعي بالنفط، من دون أن يستبعد أن تقف وراء ذلك مصالح اقتصادية "لطرف إقليمي ثالث". وفي هذا السياق، أعاد إلى الأذهان أنه، في البداية، نشب في المناطق الغنية بالنفط في سوريا، فراغ السلطة، ومن ثم ظهرت فيها عناصر مرتبطة بالاتجار بالنفط، وتطور هذا الوضع، طوال السنوات الماضية منذ اندلاع الأزمة السورية، حتى جرى استحداث مشروع أعمال لتهريب النفط، بكميات هائلة. وقال "من ثم اتضح أنه من الضروري أن تكون هناك قوة عسكرية تحمي عمليات التهريب هذه، ومن المناسب استغلال العامل الإسلامي وجذب طعام للمدافع إلى هناك تحت شعارات إسلامية، على الرغم من أنها تشكل مجرد آلية في لعبة مرتبطة بالمصالح الاقتصادية.. وفي نهاية المطاف تشكل "داعش".

  • لم يستبعد أن يكون الهجوم على القاذفة الروسية مرتبطاً بمحاولة أطراف في القيادة التركية إرضاء الأميركيين

    لم يستبعد أن يكون الهجوم على القاذفة الروسية مرتبطاً بمحاولة أطراف في القيادة التركية إرضاء الأميركيين (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات