«كلاكيت» فلسطيني مقلوب: السلطة على خطى «حماس»؟

  • 0
  • ض
  • ض

تتبارى كل من «فتح» و«حماس» في إعادة أخطاء بعضهما بعضاً. فالأولى، التي كانت تعطي درس التاريخ والسياسة لغريمتها، تعيد اليوم الخطأ نفسه بتدخلها في القضايا العربية بصورة لا تخدم قضيتها الأساسية. واللافت أن «حماس» أيضاً لم تعلق على مشاركة السلطة في حلف تقوده السعودية، لكنها أبرقت برسالة إلى الرياض

لم يكن مفاجئاً إعلان السلطة الفلسطينية مشاركتها في التحالف السعودي (التحالف الإسلامي العسكري الجديد) ضد الإرهاب، بمشاركة 35 دولة عربية وإسلامية، خصوصاً أن السلطة كانت قد أعلنت قبل أشهر ترحيبها بالتحالف السعودي ضد اليمن، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وطالبت بـ«عاصفة حزم» في فلسطين... ضد حركة «حماس» المسيطرة على قطاع غزة. هذا الإعلان أثار موجة من التساؤلات والسخرية بين الساسة والناشطين الفلسطينيين، حول الدور الحقيقي للسلطة الوطنية وأولوياتها، ودوافع هذا الإعلان وضروراته، خصوصاً في ظل ما تعيشه الأراضي الفلسطينية من إرهاب إسرائيلي منظّم، كان آخره اغتيال شابين فلسطينيين بدم بارد في مخيم قلنديا، فجر أمس. يصف مسؤول الدائرة العربية في حركة «فتح» وعضو لجنتها المركزية، عباس زكي، قرار السلطة الانضمام إلى الحلف السعودي ضد الإرهاب بـ«المفاجئ»، مقدّراً أنها خطوة جاءت من «دون دراسة في مؤسسات السلطة ودون وضع حسابات، بل لم تستشر فيه الدائرة التي أترأسها مباشرة». يقول زكي لـ«الأخبار»: «هذا الحلف جاء استجابة لطلب السيناتور الأميركي جون ماكين الذي استنفر الآخرين لإرضائه، ولكن لن يكون هناك مستقبل لهذا التحالف ما لم يتم تعريف الإرهاب بوضوح». ويستدرك: «أطالب الدول التي وافقت على الحلف باجتماع طارئ لتعريف الإرهاب»، مذكّراً إياها بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو «إرهاب»، وأيضاً «استيلاء إسرائيل على مقدسات الأمة الإسلامية والمسيحية إرهاب».

يقدّر متابعون أنها مشاركة للمجاملة وللحفاظ على المساعدات المالية
زكي الذي أشار إلى أنه لا يمكن التنبّؤ بجدوى المشاركة في الحلف والفوائد المترتبة عليه فلسطينياً ما لم يكن الهدف منه وضع إسرائيل على أولوياته، لم يستبعد أن يكون انضمام السلطة إليه بدافع المجاملة للرياض أو من باب الحاجة، متسائلاً: «لماذا يكون الانضمام إذا لم يكن الهدف هو جرّ هذا التحالف لفتح النار على إسرائيل، وأن يشعر العالم أن الإرهاب بدأ في فلسطين؟». ولفت إلى أنه كان لا بد من دراسة متأنية والمزيد من التروّي قبل انضمام السلطة إلى مثل هذه الأحلاف، ومعرفة طبيعة الإرهاب المذكور، وهل سيؤدي إلى «المزيد من تدمير ما هو قائم الآن». وأضاف: «لا ينقصنا إغراق المنطقة بأحلاف بعيدة عن الهدف الاستراتيجي، وهو إنهاء الاحتلال، قضية العرب المركزية». لكن اللافت في خطوة السلطة أنها تناقض ما كانت تعاير به «حماس» طوال السنوات الخمس الماضية، حينما كانت تشير إلى تدخل الأخيرة في القضايا العربية، فضلاً عن أنها كانت تطالب الحركة باستخلاص العبر من الأضرار التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء التدخل في صراعات عدد من الدول كالكويت وسوريا ومصر ولبنان. أيضاً سلكت رام الله منهجاً مغايراً لـ«حماس» بشأن ما جرى في سوريا، ولكنها أيضاً عادت لتدخل على جانب الصراع المصري الداخلي بقدر من الدبلوماسية والحذر. وقد قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي عن «حماس»، أحمد بحر، إنه بعث برسالة إلى «التحالف الإسلامي» الذي مقرّه الرياض، دعاه فيه إلى وقفة جادة وموقف حقيقي في مواجهة إرهاب الاحتلال الإسرائيلي. وأشار بحر، أمس، في رسالته، إلى أن «محاربة الإجرام والإرهاب الصهيوني ينبغي أن تحتل رأس سلم أولويات الدول العربية والإسلامية». في السياق، يرى المحلل السياسي هاني المصري أن مشاركة السلطة في التحالف ليس إلا «خطوة رمزية تهدف إلى استرضاء أطراف عربية بهدف زيادة المساعدات المالية». ويقول: «هي محاولة من السلطة لإبقاء العلاقات مع أطراف عربية، خصوصاً تلك التي تقدم المساعدات المالية... هذا الموقف غير مناسب، لأن القضية الفلسطينية مهمتها أن تحظى بدعم الجميع، وألا تدخل مع أي تحالفات أو محاور من شأنها أن تضرّ علاقتنا مع جهات أخرى، فقضيتنا الفلسطينية توحّد ولا تفرّق، ويجب أن تحافظ على هذا الموقع». وتساءل المصري: «لماذا نتخذ مثل هذه الخطوات ولا أحد يطالبنا بذلك، خصوصاً أننا لا نملك قوات ولا إمكانات عسكرية؟».

  • توقيت الانضمام إلى التحالف في ظل الانتفاضة طرح تساؤلات وسخرية بين شباب الانتفاضة

    توقيت الانضمام إلى التحالف في ظل الانتفاضة طرح تساؤلات وسخرية بين شباب الانتفاضة (أي بي أيه )

0 تعليق

التعليقات