الرياض: لمؤازرة «التحالف الدولي» في كل الساحات

  • 0
  • ض
  • ض

لاقى الإعلان عن الحلف العسكري «الإسلامي»، وواجِهته السعودية، ترحيباً من الولايات المتحدة وحلفائها، في حين أيّدت روسيا مبدأ «توحيد الجهود في مواجهة الإرهاب»، متسائلة عن الأهداف الحقيقية للحلف، وذلك في ظل انقسام الرأي العام العربي

أعلنت السعودية أمس تشكيل «تحالف عسكري إسلامي» من 34 دولة «لمحاربة الإرهاب»، بينها دول عربية كمصر وقطر والإمارات، فضلاً عن دول إسلامية غير عربية كتركيا وماليزيا وباكستان، مستثنية إيران. ووفقاً لبيان وكالة الأنباء السعودية، قررت الدول المشاركة أن يكون تحالفها «بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود». وذكر البيان أن تشكيل التحالف جاء «انطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، أياً كان مذهبها وتسميتها». وقال ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، إن التحالف الجديد يهدف إلى «تنسيق» الجهود في «محاربة الإرهاب» في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانسان، مضيفاً أن «التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية في هذا العمل»، وأن التحالف لا يستطيع القيام بهذه العمليات في سوريا والعراق «إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان، ومع المجتمع الدولي». وأوضح بن سلمان أن أهداف عمليات التحالف لن تقتصر على تلك المرتبطة بـ«الدولة الإسلامية» (داعش)، قائلاً إن الحلف سيتصدى «لأي منظمة إرهابية تظهر أمامنا».

لا تحتاج دول التحالف إلى العمل العسكري كي تحجّم الإرهاب
وأعلن أمس وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن الدول الأعضاء في التحالف الجديد «ستتبادل المعلومات وتقدّم معدات وتدريباً، وستنشر قوات إن دعت الضرورة». وجاء كلام الجبير في مؤتمر صحافي من العاصمة الفرنسية باريس، بعد يوم من مشاركته في مباحثات حول سوريا. وعن آلية عمل التحالف، قال الجبير إن غرفة العمليات المشتركة التي ستشكَّل في الرياض، إلى جانب تنسيقها العمليات اللوجستية والعسكرية والأمنية، ستنسق أيضاً جهود «مكافحة الأيديولوجية المتطرفة، وسيشارك في هذا الجهد العلماء والخبراء والقادة السياسيون، لندحض رسالة المتطرفين وندعم رسالة التسامح»، مضيفاً أن الرياض تتوقع أن يزيد عدد الدول المنتسبة إلى التحالف خلال الفترة المقبلة. وقال الجبير إن التحالف المذكور «طوعي، والدول لها حرية المشاركة بكل جهد تراه مناسباً لها، كما لها الحرية أن تطلب المساعدة في كل مجال أو جهد ترغب المساعدة فيه». «المملكة وعدد من دول الخليج جزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش، وطائراتنا تحلق وتقوم بعمليات قتالية مع حلفاء آخرين في سماء سوريا». أما قيام التحالف الجديد بعمليات في العراق، فهو أمر «يعود للحكومة العراقية، فيمكن لها تقديم طلب للمساعدة ويمكن للدول المشاركة بالتحالف أن تنظر فيه»، قال الجبير، الذي لم يستبعد إرسال التحالف قوات إلى الأرض في المناطق التي يسيطر عليها داعش، مردّداً أن ذلك «سيتوقف على الطلبات التي تأتي، وعلى الاحتياجات واستعداد الدول لتقديم المساندة اللازمة»، معلناً أن «هناك عدداً من الدول مستعدة لتقديم هذا النوع من الدعم». وكانت الولايات المتحدة قد تحدثت عن ضرورة بذل دول الخليج العربية «المزيد» في دعم الحملة العسكرية ضد "داعش". ورحّب وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، بالإعلان السعودي، عقب وصوله إلى قاعدة أنجيرليك التركية يوم أمس، في مستهل جولة إقليمية لحشد الدعم للحملة التي تقودها واشنطن في المنطقة. «نتطلع إلى معرفة المزيد عمّا يدور في ذهن السعودية بخصوص هذا التحالف... لكنه يتماشى بشكل عام، على ما يبدو، مع ما نحثّ عليه منذ فترة، وهو اضطلاع الدول العربية السنيّة بدور أكبر في حملة محاربة داعش»، قال كارتر. ودعت أمس وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير لاين، التحالف الذي أطلقته السعودية إلى الانضمام لمباحثات فيينا. في المقابل، لم يقدم الكرملن تقييماً للتحالف الذي تقوده السعودية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، «لم تتوافر لدينا بعد المعلومات التفصيلية التي نحتاج إليها، أي ممن يتشكل التحالف؟ وما هي أهدافه؟ وبأي شكل سيحارب الإرهاب؟»، مضيفاً أن «توحيد الجهود في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ظاهرة إيجابية طبعاً». وعلى المستوى المحلي، أبدى أمس «اتحاد القوى» في البرلمان العراقي تأييده لتشكيل التحالف، ورأى ضرورة لأن «يستثمر» العراق هذا التطور في مواجهة «المجاميع الإرهابية»، فيما رأى أحد أعضاء «التحالف الوطني» البرلماني أن بإمكان الدول المنضوية في «التحالف الاسلامي» القضاء على الإرهاب من دون أي تحرك عسكري، أي بوقف دعمها لهذا الإرهاب. وتحدث عضو المكتب السياسي «لاتحاد القوى»، حيدر الملا، عن ضرورة «التعاون مع أي جهد إقليمي أو دولي يعلن موقفاً واضحاً ضد الاٍرهاب، والابتعاد عن إقحام العراق في صراع المحاور الدائر في المنطقة، كونه سيضعف جبهتنا الداخلية». (الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)

  • رحّب وزير الدفاع الأميركي بالإعلان السعودي

    رحّب وزير الدفاع الأميركي بالإعلان السعودي

0 تعليق

التعليقات