اليأس السعودي من «القوة المشتركة»

  • 0
  • ض
  • ض

تناقضات عدة حملها انضمام القاهرة إلى «التحالف الإسلامي العسكري» الذي أعلنته الرياض فجر أمس، خاصة أن التحالف يضم تركيا التي يعتبرها الساسة المصريون دولة داعمة للإرهاب، في وقت كشفت فيه مصادر مصرية عن تعثر خروج «القوة العربية المشتركة» إلى النور بسبب مواقف دول المغرب العربي. ووسط اتهامات للقيادة المصرية بالتورط في خطوة متسرعة بالانضمام إلى «التحالف» الجديد، كشفت مصادر مصرية لـ«الأخبار» عن أن قرار تدشين هذا التحالف جاء كبديل مؤقت عن مشروع «القوة العربية المشتركة»، الذي يواجه اعتراضات عدة دول، من بينها دول خليجية. المصادر أوضحت أن السعودية «سئمت إخفاق المفاوضات مع دول المغرب الغربي بشكل خاص، وهو ما دفعها إلى التنسيق من أجل تدشين التحالف الذي يضم دولاً أكثر»، مشيرة إلى أن الأدوار المطلوبة من هذه الدول لم يتم تحديدها بالضبط حتى الآن، ولكنها رجّحت الاتفاق عليها قريباً. ومع ذلك، لفتت إلى أن وجود بعض الدول في التحالف سيكون «وجوداً شرفياً، نظراً إلى الظروف التي تمر بها، ومن بينها اليمن وفلسطين». تقول المصادر نفسها إن ترؤّس السعودية قيادة هذا التحالف «جاء مرتبطاً بأنها ستكون المنسق الأبرز للتحالف والداعم الأكبر مالياً، فضلاً عن موقعها في توسط العالم الإسلامي»، مبيّنة أن القاهرة لا ترى سبباً في اتهامها بالتخلي عن قيادة تحالف لم تبادر إليه أو تنسّق له، خاصة أن انضمام القاهرة «جاء لاتساق مبادئ التحالف مع توجهات السياسة المصرية بضرورة التصدي للإرهاب ومكافحته بشتى السبل». وبعد ساعات من تشكيل التحالف، أعلنت مؤسسة الأزهر ترحيبها الشديد بتكوين التحالف، وفق بيان رسمي صادر عن شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي وصف الحدث بالقرار التاريخي «الذي كان مطلباً ملحّاً لشعوب العالم الإسلامي التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب الذي يرتكب جرائمه البشعة باسم الدين دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق». ودعا الأزهر الدول الإسلامية إلى الانضمام إلى التحالف «لمواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله، أملاً في أن يكون نواة لتكامل وتنسيق إسلامي». على الصعيد الرسمي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، إن هناك اختلافاً بين «القوة المشتركة» و«التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب»، مشيراً إلى أن التحالف يستهدف «مكافحة الإرهاب فقط في الدول المشاركة، أما القوة المشتركة فتهدف إلى التصدي للتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي». رغم ذلك، أتت تصريحات الأزهر والخارجية وسط صمت رسمي من المسؤولين وغياب توضيحات من الرئاسة المصرية أو وزارة الدفاع، في وقت وصف فيه بعض الخبراء ما جرى بـ«التورط المصري» في القرارات السعودية «المندفعة» نتيجة الصراع بينها وبين إيران، مع أن بعضهم أشار إلى أن فكرة التحالف طرحت خلال لقاء الرياض بمشاركة زعماء دول إسلامية. في هذا السياق، قال نقيب الصحافيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، إن انضمام مصر إلى التحالف يعارض بوضوح الموقف الاستراتيجي المصري من النظام السوري، خاصة أن التحالف سينفذ عمليات داخل الأراضي السورية، وهذا يتعارض مع سيادة النظام السوري على أراضيه. وتوقع أحمد ألا يستمر التحالف طويلاً، بسبب كثرة عدد الدول الموجودة فيه، التي يصعب توافقها على أمر واحد، مشيراً إلى أن تضارب المصالح بين بعض الدول سيكون سبباً في توقف نشاط التحالف سريعاً. من جهة أخرى، قال سفير مصر الأسبق لدى السعودية، فتحي الشاذلي، لـ«الأخبار»، إن مطلب تشكيل التحالف ليس جديداً، وكان قد طرح في العديد من لقاءات القمة الإسلامية السابقة، مشيراً إلى أن التحالف «هدفه الرئيسي القضاء على الإرهاب بشكل كامل لتحقيق الاستقرار والأمن». وأضاف الشاذلي: «هذه الخطوة ستظهر للعالم أن الإسلام بريء من الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسمه»، متوقّعاً الإعلان عن التفاصيل الكاملة خلال الأيام المقبلة «بعد التنسيق مع المسؤولين العسكريين في الدول المنضمة وعقب تحديد أولوياته».

0 تعليق

التعليقات