أوباما: بوتين سيعود إلينا خلال أشهر | حذر نظيره الروسي من "مستنقع سوري" يحاكي التجربة الأفغانيّة

  • 0
  • ض
  • ض

استحضر باراك أوباما التجربة السوفياتية المخيّبة في أفغانستان، ليحذّر نظيره الروسي من "مستنقع" سوري مشابه، توقع أن يدفع موسكو إلى تغيير الاتجاه خلال أشهر والانضمام إلى التحالف الغربي الذي تقوده واشنطن

لعب الرئيس الأميركي باراك أوباما على أوتار عدة، أمس، أثناء وجوده في باريس وخلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة المناخ. وفي ظل التوترات الحاصلة بين روسيا وتركيا، دعا أوباما البلدين إلى تجاوز خلافهما الدبلوماسي الناجم عن إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية الأسبوع الماضي، والتركيز على "العدو المشترك"، وهو تنظيم "داعش". لكن أوباما استغل المناسبة أيضاً، لإمرار رسائل إلى روسيا من خلال إثارته قضية ضرباتها الجوية في سوريا، منطلقاً من التدخل الروسي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. فقد عوّل في هذا المجال على تغيّر في استراتيجية موسكو في بلاد الشام، خلال أشهر، ذلك أن "إسقاط تنظيم داعش لطائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية، الشهر الماضي، وإسقاط تركيا لمقاتلة روسية الأسبوع الماضي، يغيّر حسابات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين تدريجاً". أوباما وزّع الأدوار بينه وبين وزير دفاعه آشتون كارتر الذي أعلن من واشنطن أنه "مستعد لتوسيع" دور قوات العمليات الخاصة التي تقاتل تنظيم "داعش" في سوريا. وخلال جلسة استماع في الكونغرس، أشار كارتر إلى أن "قوات العمليات الخاصة الأميركية لديها مجموعة فريدة من القدرات التي تمكنها من القيام بمهمات متعددة". وأعلن أن وزارته تنشر قوات "خاصة" في العراق للمساعدة في قتال "داعش".

أكد كارتر أنه "مستعد لتوسيع" دور قوات العمليات الخاصة التي تقاتل "داعش" في سوريا
وأضاف كارتر أن تركيا واحدة من الدول التي تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد في محاربة "داعش"، بما في ذلك تشديد الرقابة على حدودها مع سوريا. وقال: "يجب علينا جميعاً أن نفعل المزيد. يجب أن تبذل تركيا المزيد من الجهد للرقابة على حدودها التي لا تكون محكمة في كثير من الأحيان"، مشيراً إلى أن السعودية ودول الخليج "مشغولة بالصراع في اليمن". ولم يكتفِ وزير الدفاع الأميركي بذلك، لكنه أضاف أن بلاده "تريد من تركيا تعاوناً في الجو والأرض ضد داعش". وفي باريس، أشار أوباما إلى أنه لا يتوقع تغيراً سريعاً في استراتيجية نظيره الروسي في سوريا، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن موسكو قد تصطف، في نهاية المطاف، إلى جانب "التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، وذلك بعد أن تحسب تكلفة إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وفي مناورة سياسية واضحة، قال في مؤتمر صحافي خلال قمة المناخ: "أعتقد أن السيد بوتين يدرك أنه في ضوء كون أفغانستان لا تزال حاضرة في ذهنه، فإن الخوض في مستنقع صراع أهلي غير حاسم ليس النتيجة التي يتطلع إليها"، مشيراً إلى أنّ "من الممكن، خلال الأشهر المقبلة، أن نرى تغيراً في حسابات الروس، واعترافهم بأن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا". وأضاف: "في نهاية المطاف ستدرك روسيا أن التهديد الذي يمثله داعش على روسيا وشعبها هو الأهم، وأن عليهم التحالف معنا نحن الذين نقاتل داعش". لكن الرئيس الأميركي رأى أن "الأمر لن يكون سهلاً. فقد سُفك الكثير من الدماء"، وقال إن "روسيا استثمرت سنوات في إبقاء نظام الأسد في السلطة". وفيما أقر بالاختلافات الكبيرة بشأن مستقبل الرئيس السوري، إلا أنه اعتبر أن روسيا ستوافق في النهاية على رحيله. كذلك، تطرّق أوباما إلى الجهود الدبلوماسية في فيينا، ورأى أن الخطوة التالية التي يجب أن تتم هي إشراك جماعات المعارضة المعتدلة "التي بصراحة لا تجمعنا أشياء مشتركة مع بعضها، ولكنها تمثل فصائل كبيرة داخل سوريا". من ناحية أخرى، ناقش أوباما خلال لقائه أردوغان كيف يمكن أن تعمل تركيا وروسيا معاً لتخفيف حدّة التوتر بينهما وإيجاد حلّ دبلوماسي للقضية. وقال: "كما أشرت للرئيس أردوغان، لدينا كلنا عدو مشترك وهو داعش، وأريد أن أؤكد أننا نركز على هذا التهديد، كما أريد أن أؤكد أننا نركز على الحاجة إلى إيجاد حل سياسي في سوريا". وشدد على أن "الولايات المتحدة والحلف الأطلسي يدعمان حق تركيا في الدفاع عن أجوائها وأراضيها"، مضيفاً: "نحن ملتزمون أمن تركيا وسيادتها". من جهته، صرح أردوغان بأنه حريص على طي صفحة الخلاف مع روسيا، وقال: "نحن راغبون على الدوام في استخدام الخطاب الدبلوماسي، ونريد تجنب التوتر". بدوره، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن بلاده ستواصل جهودها لطرد مسلحي تنظيم "داعش" من المنطقة الواقعة على الجانب السوري من الحدود بين البلدين. وكرّر الدعوة لروسيا إلى فتح قنوات اتصال عسكري بين البلدين لمنع أحداث كتلك التي صاحبت إسقاط الطيران التركي طائرة حربية روسية على الحدود مع سوريا، الأسبوع الماضي. لكن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، ردّ على تصريح أوغلو بالتأكيد أن "قنوات الاتصال العسكرية بين روسيا وتركيا كانت موجودة، إلا أن تركيا لم تخطط من البداية، على ما يبدو، للجوء إلى تلك القنوات الموجودة في لحظة إسقاط القاذفة الروسية". بيسكوف لفت، كذلك، إلى أنّ من السابق لأوانه الحديث عن قرب إقامة تحالف مشترك ضد الإرهابيين في سوريا. وقال تعليقاً على اللقاءات الثنائية التي أجراها بوتين، على هامش قمة المناخ في باريس: "أعتقد أن الحديث عن أن يوم البارحة قرّبنا بشكل ما من إنشاء تحالف موحد سابق لأوانه". وأضاف: "يزداد الآن إدراك ضرورة تكثيف تبادل المعلومات، ولكن في ما يخص العمل الواقعي المشترك، فربما الظروف لم تنضج بعد من وجهة نظر شركائنا". وفي موازاة التصريحات الدبلوماسية الصادرة عن الكرملين، أفاد مصدران في شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" بأن روسيا قد تجمّد العمل في مشروع خط أنابيب الغاز "تركيش ستريم" لعدة سنوات، رداً على إسقاط أنقرة الطائرة الحربية الروسية. وفيما أوضح المصدران أنه لم يُتخَذ أي قرار داخل الشركة بخصوص تعديل الجدول الزمني لمشروع "تركيش ستريم"، لكنهما أشارا إلى أن الشركة تنتظر التعليمات من بوتين. إلى ذلك، صدّقت الحكومة الألمانية على تفويض يتيح مشاركة جيشها في الحملة على تنظيم "داعش"، وخصوصاً في سوريا، في مهمة يمكن أن تحشد فيها 1200 عسكري. وجاء في بيان للحكومة أن "ما يصل إلى 1200 جندي ألماني سيساعدون الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي". وهذه المساعدة العسكرية التي قدمت بناءً على طلب فرنسا، إثر اعتداءات باريس، تكمن في نشر فرقاطة وطائرات استطلاع وتموين لدعم غارات "التحالف الدولي" على أهداف لـ"الجهاديين" في سوريا. وقال المتحدث باسم الحكومة إن المعلومات التي حصلت عليها ألمانيا، بفضل عمليات الاستطلاع التي نفذتها، ستتقاسمها مع "التحالف" الحالي بقيادة أميركية، بعد "تقويم وطني"، مستثنياً روسيا من تبادل المعلومات. (الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)

  • الولايات المتحدة و"الحلف الأطلسي" يدعمان حق تركيا في الدفاع عن أجوائها وأراضيها

    الولايات المتحدة و"الحلف الأطلسي" يدعمان حق تركيا في الدفاع عن أجوائها وأراضيها

0 تعليق

التعليقات