القاهرة | أربعة عقود مضت، وهو يتصدّر المشهد التمثيلي في مصر. أثار جدلاً بأعماله السينمائية وتم تحريك الكثير من القضايا ضدّه منها الإساءة إلى الإسلام. إنه النجم عادل إمام الذي احتفل في 17 أيّار (مايو) الماضي بعيد ميلاده الـ75 (مواليد مدينة المنصورة محافظة الدقهلية).رغم تقدّمه في السن، ما زال «الزعيم» مفعماً بروح الشباب وبابتسامة لا تشيب وبطاقة لا تنضب، خصوصاً أنّه اقترب من الانتهاء من تصوير مسلسله «أستاذ ورئيس قسم» (تأليف يوسف معاطي، وإخراج وائل إحسان)، المقرر عرضه في شهر رمضان على شاشة «mbc مصر».

تلهث وراءه شركات الإنتاج دون أبناء جيله وحتى الأجيال التي جاءت بعده، إذ وقّع خلال الأيام الماضية عقد مسلسله الجديد مع شركة الإنتاج «سنرجي» التي يملكها المنتج تامر مرسي، لعرضه عام 2016، وتقرّر البدء بكتابته بعد إجازة عيد الفطر.
وكما على الشاشة كذلك في المنزل، ينشر بطل فيلم «الإرهاب والكباب» الفكاهة دائماً في منزله الذي يعيش فيه في منطقة المنصورية (الجيزة) مع زوجته هالة الشلقاني وابنيه المخرج رامي والممثّل محمد وابنَيْ الأوّل «زيزو» (6 سنوات) و«عادل» (9 سنوات). علماً بأنّه لديه ابنة تُدعى «سارة» تربطه بها علاقة وطيدة جداً. وجرت العادة أن يستيقظ إمام باكراً كلّ يوم، ويحرص على عدم تناول طعام الفطور إلا بصحبة الأسرة كاملة، وخصوصاً حفيدَيْه. هذا الثنائي يعلّمه كيف يستخدم الإنترنت، ويطلعه على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم ما يتمتّع به من نجومية كبيرة، فإنه يعيش حياة بسيطة وسعيدة، بعيدة عن الترف الزائد. في المنزل، يُطلق إمام على زوجته «هالة» لقب «العسكري الأبيض»، لأنّها «أم بكل معنى الكلمة»، ويصفها بـ«الزوجة الصالحة» التي تحمّلت عناءه كثيراً حتى صار نجماً. علماً بأنّهما تزّوجا من دون موافقة أهلها، بعد قصة حب بدأت عندما رأى الممثل المصري «هالة» للمرّة الأولى خلال زيارته للمنتج المسرحي سمير خفاجي. فهي كانت تقطن بجوار منزله. وعندما أطلّت من شرفة منزلها، لفتت نظر إمام الذي قام أصدقاؤه بمغازلتها. غير أنّ بطل فيلم «السفارة في العمارة» رفض أن يفعل مثلهم، فانجذبت إليه بدورها... ووقع الحب! من طرائف «الزعيم» مع زوجته أنّها افتخرت ذات مرة بأنّ عائلتها من «حزب الدستوريين الأحرار»، وهو من أكبر الأحزاب المصرية أيّام الملكية قبل ثورة يوليو عام 1952، فرد عادل إمام عليها قائلاً: «وأنا من أبناء جمال عبد الناصر اللي ضربوكم بالجزم فوق دماغكم».في الصالون الذي يُطلق عليه اسم الـ«جيم» داخل منزله، يجتمع «الزعيم» يومياً بعدد من محبيه باستمرار. وتضم الجمعات شرائح مختلفة من المجتمع، فنرى عنده التاجر والفلاح والفنان والصحافي... ويتبادل معهم الضحكات ويتحدّثون في أحوال الدنيا. هكذا، يقضي عادل إمام وقته وسط أحبابه بعد خروجه من اللوكيشن ويعلّق: «أحب الجلوس مع الناس والعيشة البسيطة. ولو لم أفعل ذلك فلا أنفع أن أكون ممثلاً».
دائماً ما يتذكّر عادل والدته التي كانت لا تجيد القراءة ولا الكتابة، ويحكي عن تأثّره بها لكونها تمتلك حساً ثقافياً عالياً، ودائماً ما كانت تدعو له «ربّنا يحبّب فيك خلقه». ويبدو أنّ الله استجاب لدعائها، إذ يتربّع ابنها على قلوب الكثير من الناس.