■ كيف أطلقتِ مبادرة فنيّة للوقوف في وجه الإرهاب الذي نعيشه في العالم العربي؟قبل أيّام، أطلقتُ مبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي أطالب فيها الفنانين العرب، وخصوصاً المصريين، بالسعي إلى إلغاء تأشيرات دخول العرب إلى الدول العربية لأنّنا في حالة حرب. لقد توغّل الإرهاب في بلادنا وعلينا مواجهته بشتّى الطرق، والوقوف صفاً واحداً. ماذا فعل المبدعون العرب لمواجهة الأزمات العربية؟ لا شيء! لقد وقفوا مكتوفي الأيدي يتفرجون على التغييرات الحاصلة. على مصر أن تفتح قلبها للفنانين، وعلينا أن نسيّر قوافل فنية وإنسانية واجتماعية تجوب الدول العربية محمّلة بمساعدات للنازحين.

غالبية الفنانين انطلقوا في أعمالهم من مصر، ولذلك هي «أمّ الدنيا» ومعبر النجاح.

■ كيف يمكن أن تتحقّق هذه المبادرة على أرض الواقع؟
لقد بادرت شخصياً على صفحاتي على السوشال ميديا، وتجاوب معي بعض الفنانين من مختلف المجالات، على غرار الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور، والمغني المصري عمرو مصطفى، والممثل المصري أشرف زكي وغيرهم. لكن على جميع النقابات في الدول العربية أن تبادر لإنجاز هذه الخطوة، والأهمّ من هذا أن تتحرّك نقابتا الممثلين والمغنين، ووزارة الثقافة المصرية لفتح أبواب قوافل المساعدات. علينا أن نقاوم هذا الظلام الذي يعصف بشعوبنا ويدمّر أوطاننا.

■ هل تلمسين تقصيراً من قبل الفنانين العرب في حقّ ما يحدث في أوطاننا؟
طبعاً، تقصير من كل الأنواع. يجب أن يضع الفنانون أيديهم بأيدي بعضهم. الأغاني الوطنية لا تكفي، وعلينا أن نعمل على الأرض. لقد كان أوبريت «الحلم العربي» (1998) آخر الأعمال التي لمّت شمل بعض الفنانين، ولم نشهد ولادة أوبريت جديد يحاكي الواقع. فهل أنشئت مواقع التواصل الاجتماعي لنخبر من خلالها عن تحرّكاتنا اليومية (نكتب صباح الخير ومساء الخير) فحسب؟

■ هل أنت قارئة سياسة جيدة؟
أنا متأزّمة نفسياً مما أراه يومياً على شاشات التلفزة من قتل في حقّ شعوبنا العربية، إضافة إلى اللامبالاة القاتلة التي تدمّر نفسية المشاهدين. للأسف، إنّ بعض النازحين العرب يرمون أنفسهم في البحار هرباً من الحرب وتداعياتها.

انشغالاتي منعتني من المشاركة في لجان تحكيم البرامج الغنائية
كما أنّهم يفضّلون الموت على هذه الحياة. أنا مواطنة قبل أن أكون فنانة، وتهمّني القضايا العربية المشتركة. فلنتخيّل مثلاً لو كان النازحون حالياً من الدول الأوروبية، فهل تُطلق الصرخات لإغاثتهم وتقديم المساعدات لهم؟

■ كيف تتحضّرين لخوض أوّل تجاربك التمثيلية على صعيد الدراما؟
بعد تجربتي السينمائية في بطولة فيلم «سكوت حنصوّر» (إخراج يوسف شاهين ــ 2001)، ومشاركتي في مسرحية «حكم الرعيان» التي ألّفها الراحل منصور الرحباني وأخرجها ابنه مروان عام 2004، أردت خوض تجربة جديدة. عرضت عليّ الكاتبة الكويتية فجر السعيد فكرة مسلسل يحمل اسم «ماذا... لو؟»، فأُعجبت بالسيناريو، وطلبت من السيناريست التفرّغ لكتابة النصّ ليكون جاهزاً قريباً. تستكمل فجر حالياً كل ترتيبات المسلسل ليكون كاملاً من جميع النواحي.

■ هل أنت خائفة أو متردّدة تجاه هذه التجربة؟
كلا، أنتظر التجربة بشوق. لقد وافقت على مسلسل «ماذا... لو؟» لأنّه منوّع وهادف وليس لمجرّد المشاركة في مسلسل فحسب. أدرس كل خطواتي جيّداً، ولا أقدم على أيّ مشروع إلا إذا متأكّدة منه.

■ هل سيُعرض العمل في رمضان المقبل؟
كلا، لست مستعجلة على الظهور في الدراما التلفزيونية في رمضان المقبل، والدخول في المنافسة بين الممثلات. لن تدور كاميرا التصوير قبل شهر تقريباً إلى حين الانتهاء من الكتابة. لذلك من المقرّر أن يُعرض العمل خارج شهر الصوم. أنا أحبّ التجارب الجريئة والهادفة. في مسرحية «حكم الرعيان»، توقّع الراحل منصور الرحباني ما نعيشه اليوم من قتل ودمار. إن تلك المسرحية تتضمّن مواقف نشهدها اليوم في العالم العربي. لقد توقعها الفنان الراحل.

■ ما هي فكرة المسلسل؟
لا تزال الكاتبة فجر السعيد في فكرة الكتابة وتوسيع فكرة العمل. وعندما تنتهي من الأمر، سوف أكشف القليل من تفاصيله. لكن عموماً، إن فكرته جديدة ولهذا السبب أبديت موافقتي المبدئية عليه.

■ كيف ترين دخول المغنيات إلى عالم التمثيل؟
من الجميل أن نشاهد بعض المغنين يتجّهون صوب التمثيل، فهي بادرة خير تدلّ على مدى خبرات الفنانين. لقد تربّينا على صورة المغنية والممثلة المصرية الراحلة ليلى مراد، وفيروز أيضاً، وغيرهما من النجمات في العصر الذهبي. وأعجبنا بشخصياتهن في أفلامهن وأعمالهن الغنائية. أنا أطالب بالتنوّع في الأعمال، خصوصاً أنّه ينعكس إيجاباً على الحركة الفنية.

■ هل تحضّرين لألبوم غنائي جديد؟
لقد طرحت ألبومي الأخير «أحلى حاجة فيا» قبل عام ونصف العام تقريباً ولقي صدى طيباً لأنّه منوّع، وصورّت منه عدداً من الأغنيات.

مسلسلي لن يُعرض في رمضان المقبل، وأحضّر فكرة برنامج جديد
قبل فترة طرحت أغنيات وطنية منها «لبيك يا علم العروبة» (كلمات وألحان محمد سلمان) لأنّها تتناسب مع ما نمرّ به اليوم من أحداث دموية. حالياً، أجهّز لأغنية تونسية تبصر النور قريباً، وأحضّر لأخرى خليجية، كما أستعدّ لتصوير عدد من أغنيات الألبوم الأخير على طريقة الفيديو كليب.

■ بعد مرور أعوام على تعاونك مع الفنان زياد الرحباني، هل تفكّرين في تكرار التجربة معه؟
طبعاً، لأنّه لا يوجد إلا زياد واحد في العالم العربي. نجاح ألبوم «معلومات أكيدة» (2007) كان لافتاً، ولا تزال أصداؤه تتردّد لغاية اليوم. حالياً، سأصوّر أغنيتين من الألبوم على طريقة الكليب هما «معلومات أكيدة» و«معلومات مش أكيدة». وبما أنّهما من كتابة وألحان زياد الرحباني، سأتريّث في إخراجهما كي تكونا على قدر التوقّعات. إن العمل مع زياد مسؤولية كبرى، لكنّها تجربة جميلة وممتعة.

■ ماذا تقولين لزياد الرحباني؟
نحن بحاجة إليه كثيراً في هذه الأوقات العصيبة. أريده أن يعلم بأهمية المبادرة الفنية التي أطلقتها أخيراً للقيام بعمل جماعي كبير.

■ هل أنت مستقّرة حالياً في بلد معيّن؟
كلا، أتنقّل بين الدول العربية وفق متطلّبات عملي، سواء لجهة الحفلات التي أحييها أو الإطلالات التلفزيونية.

■ هل تابعت البرامج التي تبحث عن المواهب الغنائية في العالم العربي؟
البرامج جميلة، لكن لا أعرف سبب كثرتها، وانتشارها بطريقة لافتة ومبالغ فيها أحياناً. إنّ الحياة لا تعني فقط البحث عن المواهب الغنائية والاتجاه نحو الطرب. ألا يوجد أمر آخر يمكن للعرب القيام به غير الغناء؟ كما أنّه من المفترض أن تضمّ لجنة تحكيم تلك البرامج أشخاصاً يملكون خبرة موسيقية جيّدة، بينما بعضها يحتوي فنانين لا يعرفون الكثير عن الفنّ.

■ هل عُرضت عليك المشاركة في تلك البرامج؟
نعم، لكنني لم أوافق عليها لأنّني كنت حينها أستعدّ لتقديم برنامج «يلا نغنّي» الذي عُرض على قناة mbc عام 2011. والبرنامج غنائي استضاف في كل حلقة نجماً غنائياً من العالم العربي. ولقد شكّلت حلقاته حالة فنية جميلة، وحققت نسبة مشاهدة جيدة.

■ أتندمين على عدم خوض تلك التجربة؟
أبداً، لا أندم على شيء. أنا سعيدة بما حقّقه «يلا نغني»، وحالياً أحضّر لفكرة برنامج جديد قد تُترجم قريباً على أرض الواقع.