كشف بنك إنكلترا عن ورقة نقدية جديدة من فئة 50 جنيهاً إسترلينياً، تحمل صورة رائد الكمبيوتر، آلان تورينغ، مكسّر شيفرة جهاز «إينغما» النازي. وستدخل الورقة النقدية للتداول في 23 حزيران، يوم عيد ميلاده تكريماً له.
فما أهمية ما قام به تورينغ؟ ولمَ أنهى حياته منتحراً؟

خلال الحرب العالمية الثانية، استخدمت القوات المسلحة الألمانية جهاز تشفير لإرسال الرسائل بشكل آمن اسمه «إينغما». وعلى الرغم من أن علماء الرياضيات البولنديين قد توصلوا إلى كيفية قراءة الرسائل المشفّرة عبره وتبادلوا هذه المعلومات مع البريطانيين، إلا أن الألمان زادوا من أمنهم عند اندلاع الحرب من خلال تغيير نظام التشفير يومياً. وجعل هذا الأمر من مهمة كشف مضمون الرسائل أمراً مستحيلاً.

كان آلان تورينغ عالم رياضيات لامعاً. ولد في لندن عام 1912، ودرس في جامعتَي كامبريدج وبرينستون. وكان يعمل بدوام جزئي في مدرسة تشفير ومدرسة سايفر التابعة للحكومة البريطانية قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1939، تولى تورينغ دوراً في بلتشلي بارك، حيث تم تنفيذ أعمال سرية للغاية لفكّ رموز التشفير العسكرية التي تستخدمها ألمانيا وحلفاؤها.

وكان التركيز الرئيسي لعمل تورينغ فكّ شيفرة جهاز «إينغما»، واخترع جنباً إلى جنب مع زميله في فك الشيفرات، جوردون ويلشمان، آلة تُعرف باسم «بومب». وبفضل الجهاز أصبحت إشارات القوات الجوية الألمانية تُقرأ في بلتشلي وكانت المعلومات الاستخبارية المكتسبة منها تساعد في المجهود الحربي. ويقال إن عمله كان مفتاحاً لتقصير الحرب العالمية الثانية وإنقاذ الأرواح.

وعلى الرغم من أهمية ما قام به تورينغ لبلاده، اتُّهم عام 1952 بارتكاب جريمة فاضحة. حيث تم القبض عليه بعد أن أقام علاقة غرامية مع رجل يبلغ من العمر 19 عاماً من مانشستر، وأُجبر على تناول الهرمونات الأنثوية كبديل من السجن، ليعود وينتحر عن عمر يناهز 41 عاماً. وتكفيراً عن ما قامت به بريطانيا بحق عبقري الرياضيات، حصل في عام 2013 على عفو ملكي، كما صدرت عدة أفلام تروي حكاية الرجل.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا