اختارت شركة «كاش إن» Cash In أن تبعث برسائل نصية وصلت لعدد كبير جداً من المشتركين وباللغتين العربية والإنكليزية، مع رقم ١٠١٠ للاتصال من دون «تكلفة إضافية»، ووضعت لتسويق الخدمة إعلانات على شبكة الانترنت توصل إلى موقع الشركة الرسمي فضلًا عن حملة إعلانية واسعة انتشرت على الطرقات،.
ما إن يدخل المواطن الى الموقع يتبين انه يقسم الناس الى صنفين «زبائن وخبراء»، ويشرح للمشترك انه يستطيع ان يضع خبراته المهنية على شبكة ما، وإذا قرر أحد الزبائن الاستفادة منها، عليه ان يدفع للخبير من خلال تكلفة إضافية يستفيد منها الخبير. فيا لها من فكرة مجنونة تسمح للجميع بأن يعمل من دون مكتب أو موقع إلكتروني، ومن دون أي رأسمال على الإطلاق إلا الهاتف الخلوي. لكن ما ان يتسجّل المشترك حتى يتلقى اتصال من الشركة يحصل فيها على الإيضاحات اللازمة ليكتشف انه مدعو ليكون شريكًا في عملية تعطي نصف ما يجنيه لشركة arbooster المشغلة للخدمة مع خوف حقيقي من أن تستخدم الخدمة في سبل غير سوية، إذا لم توضع الشروط اللازمة لتصويب عمل الخدمة وفق الهدف الأساسي لها .
تقوم فكرة العمل على ان يحدد المشترك في الخدمة مبلغاً إضافياً من المال يدفع تكلفته كل من يقوم بالاتصال به، ويتراوح هذا المبلغ من بضعة سنتات الى عشر دولارات للدقيقة الواحدة، وأي متصل بك يدفع هذا المبلغ منذ أن يفتح الخط، علماً أن المتصل سيستمع إلى رسالة تحذير تخبره بالتكلفة الإضافية قبل أن يفتح الخط، فيمكنه الإقفال من دون ان يخسر أمواله. وهكذا يمكن للمشترك في الخدمة أن يحصل على مال إضافي يذهب نصفه لصالح الشركة. توضح «كاش إن» أن أي مشترك يمكنه أن يضع لائحة بيضاء بالأسماء المعفية من التعرفة الإضافية لتكون جميع الاتصالات الأخرى عرضة للتكلفة الإضافية.
هذه الخدمة ليست جديدة في السوق اللبناني مع انتشار أرقام تعرف بـprn أي Premium Rate Number، لكنها في السابق كانت محصورة بأربعة أرقام يستطيع الناس تمييزها من الأرقام العادية، ما يقلل فرصة أن يجري خداعهم وحسم مبالغ منهم من دون أن يعرفوا بالأمر مسبقاً، وهذا الأمر يعاني منه الكثيرون إذا اتصلوا بأرقام خارج البلاد تكون مشتركة في الخدمة، ويبث التحذير بلغة لا يفهمها المتصل. يتبع هذا الأسلوب في الكثير من دول العالم، وكلنا يعرف الرسائل المخادعة التي تطلب من الناس الاتصال بهم ليسرقوا من أموالهم، وكذلك الاتصالات التي لا يرد عليها (مسد كول) التي ترد من دول عدة، والتي يتعرض عبرها المواطنون للسرقة، وثمة حالات تعرض فيها مواطنون لبنانيون للسرقة من اتصالات ترد إليهم من دول أخرى.
الشركة تنوي خلال الأيام القليلة المقبلة ان توضح آلية عملها من خلال بيان صحافي تحضر لإطلاقه وشرح الخدمة، لكن ثمة الكثير من علامات الاستفهام التي يجب ان توضحها الشركة وكذلك الشركتان المشغلتان للخلوي في لبنان أي ألفا وتاتش، وهي تتعلق بالهدف من عدم استخدام أرقام غير الأرقام العادية المستخدمة في لبنان لتمييز هذه الأرقام عن غيرها، ومن ثم اللغة التي سيبث فيها التحذير أكان المتصل من لبنان أو من خارجه، وبالتأكيد الرسوم التي ستحصل عليها الشركتان المشغلتان من الخدمة التي سيذهب نصف أرباحها لـ Arbooster، والنظام الضرائبي الذي سيجري اتباعه بهدف زيادة إيرادات الدولة التي تتحجج بضعف الإيرادات لإقرار سلسلة الرتب والرواتب وغيرها من الواجبات التي على الدولة التكفل بها. وأخيرًا لماذا اعطي هذا الامتياز لشركة خاصة، عوضاً عن أن تستفيد منه وزارة الاتصالات بدلًا من هذه الشركة؟
Cash in قد توفر آلية متطورة للأعمال في لبنان، لكنها أيضًا يمكن أن تكون وسيلة للاحتيال إذا لم توضع آلية صارمة لتشغيل الخدمة. فهل ترد الشركة على هذه التساؤلات في ظل التزام شركتي الخلوي الصمت حيالها؟
من حق المواطنين ان يحصلوا على الأجوبة المناسبة قبل إطلاق الخدمة.