خلال الأيام الماضية، تلقى عدد من الصحافيين والناشطين علبة سوداء على شكل إشارات مرور، وفي داخلها حبوب من حلوى «جيلي بين» ممضاة من نوكيا، وتحتها كلمة تحضروا. هذا الأسلوب يعرفه المعنيون جيداً، عندما تتحضر نوكيا لإطلاق منتج جديد كلياً، فهي تروّج له برسائل مشفرة. والرسالة هذه المرة واضحة المعالم: نوكيا قرّرت ان تحارب على أرض خصومها.
صمدت نوكيا سنوات طويلة أمام إغراءات اندرويد لكنها رفضت الرضوخ مرات عدة، أصدرت هاتف لا أمل فيه مع نظام تشغيل ميغو الذي لا يحوي على معظم التطبيقات الضرورية، استهلكت نظامها الخاص سيمبيان إلى آخر قطرة، ومن ثم لجأت إلى ويندوز ولم ترض أن تتحكم غوغل بها حتى تراجعت من مركزها في صدارة الهواتف الذكية، وصولاً الى أسفل اللائحة.
غير أن اجهزة لوميا اعادت لها الحياة. حسنت من أرقامها وحسنت من سمعتها التي كانت تتدهور، وها هي الآن تعود للمبادرة من جديد، فبعدما نجحت مجموعة أجهزة لوميا ، أرادت أن تضرب وكر الأعداء وأن تطلق مجموعة أجهزة بنظام تشغيل اندرويد، الأمر الذي مثّل مفاجأة غير سارة لكل المنافسين، لأنهم يعرفون أن نوكيا تحمل أفضل الأجهزة على الإطلاق من ناحية الهاردوير وما كان ينقصها إلا نظام التشغيل الملائم. وخطوة نوكيا جاءت ذكية فهي قررت أن تصدر مجموعة هواتف X العاملة بنظام اندرويد «جيلي بين» بتكلفة منخفضة، أملاً بانتشار أوسع، وهي أجهزة حافظت على أهم المميزات التي عرفها المستخدمون في أجهزة ويندوز، ووضعتها في نظام اندرويد الجديد فحتى واجهة المستخدم تبدو مختلفة وان كانت تعطي التجربة العملانية ذاتها لأجهزة اندرويد التقليدية. أول الأجهزة سيدخل الأسواق في بداية الشهر المقبل وهو هاتف NOKIA X الذي يتميز بمتانة هواتف نوكيا وبميزة Fastlane، وهي الشاشة التي تسمح للمستخدمين التبديل بين تطبيقاتهم المفضلة بسلاسة أكبر. فضلاً عن خرائط نوكيا التي تعتبر الأفضل على الإطلاق لا سيما أنها تعمل من دون الحاجة للاتصال بالإنترنت. أما شاشة الهاتف الجديد فتأتي IPS قياس 4 إنشات، وكاميرا بدقة 3 ميغابيكسل فقط، فيما يتمتع جهاز nokia xl بمواصفات أفضل.
ليس هذا الجهاز الذي سيتفوق على منافسي نوكيا، لا سيما أن مواصفاته غير مغرية لمحبي الهواتف الجبارة، لكنه يعدّ حقل اختبار لمدى تقبل الناس لهذا الجيل من الهواتف، وفي حال نجح، يجب على المنافسين أن يرتعبوا.