هناك مفارقة غريبة في شبكات التواصل الاجتماعي، وهي أن معارفنا البعيدين هم من نرى معظمهم عبر الإنترنت، أما القريبون فلا نتواصل معهم. فمع وجود شبكات التواصل الاجتماعي تلاشى التواصل الواقعي بين الناس وانتشرت الحملات الدعائية لزيادة المشتركين بأي ثمن.
تبيّن أن هدف فايسبوك هو الربح من المستخدمين وليس تقريب بعضهم إلى بعض أو جعل العالم منفتحاً، فالناس لا يتخلون عن وسائل التواصل الاجتماعي بل يغيّرون طريقة استخدامها.

أجرى موقع «بيو» للأبحاث استطلاعاً حول مستخدمي فايسبوك وتبيّن أن عدد البالغين قد تضاعف في العقد الماضي؛ فهناك 72% من البالغين في الولايات المتحدة متصلون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واستفادت من ذلك تطبيقات أخرى مثل واتس آب وفايسبوك ماسنجر وسناب شات.

في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، وصلت شبكة اجتماعية جديدة، وهي «كوكون»، إلى نظام التشغيل iOS في موسم العطلات، وجُمع ما يقرب من 3 ملايين دولار أميركي كتمويل لبناء المنصة الاجتماعية المخصصة للعائلات، وكانت المنصة محصورة ببعض العائلات، لكنها الآن مفتوحة للجميع.

«كان مونجا»، مدير المنتجات السابق في فايسبوك، يجلس في مكتبه ويفكر في كيفية الهروب من فايسبوك، وكيف للشبكة أن تضع والديك وأصدقاءك المقرّبين في منصة التواصل نفسها مع معارفك الجدد، وغالباً كان الطريق يصل إلى الإعلانات.

منصة كوكون ليست شبكة اجتماعية أو تطبيقاً للدردشة، لكنها عبارة عن منصة للتعرّف على ما يجري مع عائلتك وأصدقائك المقرّبين، وتركز المنصّة على التواصل الحقيقي بين الأفراد.

يمكن لأي شخص تحديد ما يصل إلى عشرة أشخاص للانضمام إلى مجموعاتهم، وقد يكونون والديك، أو يمكن إضافة أصدقاء الكلية أو زملاء العمل، وبهذا يمكنك التواصل في دوائر مغلقة مع أشخاص لهم الاهتمام أو الهدف نفسه، وهي منصة مجانية لكنها ستتحول إلى اشتراكات مدفوعة.

يمكن للأشخاص نشر التحديثات والرموز التعبيرية والإشعارات، وستقوم منصة كوكون بربط هذه المحادثات تلقائياً. ويدعم التطبيق التحديث التلقائي، ما يمنح أصدقاءك على المنصة بيانات محدثة عن الموقع والنشاط، وبهذا توفر معلومات مهمة للعائلة.

يحاكي التطبيق تجربة العيش في الواقع، وكأنك في المكان نفسه الذي توجد فيه عائلتك، ويجمع التطبيق المحادثات في مجموعات لتجنّب تداخل الرسائل ونشر تحديثات تلقائية خاصة بك أمام الجميع.