بإمكان سائقي "أوبر" أن يخدعوا الخوارزميات التي تستخدمها الشركة من خلال الاتحاد معاً. هو نوع من "العصيان التكنولوجي" إذا أمكن القول، من أجل تفادي بعض الخدمات التي يراها السائقون "غير مربحة" مثل خدمة UberPOOL، أو من أجل رفع الأسعار في منطقة محددة وبالتالي رفع أرباحهم. فالشركة تستخدم برامج للمراقبة والسيطرة على السائقين الذين يتم تتبعهم باستمرار وتقييمهم.
رداً على ما اعتبره السائقون "الإدارة من قبل الخوارزميات"، اكتشف هؤلاء طرقاً لاستعادة السيطرة والتلاعب بالنظام، وهو ما كشفت عنه دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية إدارة الأعمال في جامعة Warwick وجامعة نيويورك. فكيف يتلاعب السائقون بنظام "أوبر"؟
تعتمد "أوبر" نموذج تسعير ديناميكياً يتم من خلاله تحديد السعر عبر العرض والطلب، بحيث ترتفع الأسعار عندما يكون هناك طلب كبير ونقص في السيارات. لعب السائقون على هذه النقطة بحيث نظموا "عمليات إيقاف" جماعية للتطبيق، وبالتالي فإن عدم وجود سائقين في منطقة معينة يسبب ارتفاعاً في الأسعار، ما يرفع حصة السائقين عندما يعيدون تشغيل التطبيق حين يرتفع السعر. أجرى الباحثون مقابلات مع سائقين في نيويورك ولندن وحللوا أكثر من ألف مدونة على منصة UberPeople.net المخصصة لسائقي أوبر، لكن غير تابعة للشركة، ووجدوا عمليات إيقاف جماعية منظمة. في حوار بين السائقين على المدونة، يقول أحدهم "لا تفتحوا التطبيق إلى حين ارتفاع السعر"، ليرد عليه سائق آخر "ستعلم الشركة بأننا نتلاعب بالنظام"، فيأتي الجواب "هم يعرفون بالفعل لأن هذا الأمر يحصل كل أسبوع".

لدى السائقين شعور بالعمل من أجل نظام
بدلاً من شركة

من جهة أخرى، لا يحبذ السائقون خدمة UberPOOL التي تعتمد على تشارك الركاب في الرحلة، إذ تجمع هذه الخدمة الركاب المتوجهين إلى المنطقة نفسها، ما يخفف الأعباء عنهم، وهو ما يعتبره السائقون غير مربح. لذلك ونظراً إلى عدم معرفة السائقين مسبقاً بنوعية الطلب الذي يتلقونه، في حال كان طلب UberPOOL يقوم هؤلاء بنقل الراكب الأول وإغلاق التطبيق أو تجاهل الطلبات الأخرى. يقول السائقون على المنصة إنه عند تجاهل هذه الطلبات لن يتلقى السائق أي طلبات مشابهة لاحقاً.
تحلل الدراسة أسباب هذه العمليات بأن "هناك توترات بين حاجة السائقين إلى الحكم الذاتي وبين منصة مبرمجة ليكون فيها السائقون دائماً تحت السيطرة"، وفق ما يقول البروفسور أولا هنريدسون. فالسائقون يخضعون للمراقبة الدائمة من خلال هواتفهم وتقييم الزبائن لهم، كما أن سلوكهم يتم تصنيفه بشكل تلقائي. وفي حال حصول أي شذوذ، يتم حظر سائق لعدم إطاعته للأوامر. تتابع الدراسة أن السائقين يحصلون على أسعار عمولات مختلفة مع تحديد أهداف معينة للحصول على مكافأة، إلا أن جميع هذه الأمور لا يعلم السائقون كيفية احتسابها وهي متروكة كذلك عمداً من قبل الشركة. يعتقد السائقون أنهم عندما يقتربون من تحقيق الهدف المحدد للحصول على مكافأة تتوقف الشركة عن تحويل الطلبات إليهم.
يقول الباحث ليور زالمانسون إن "لدى السائقين شعوراً بالعمل من أجل نظام بدلاً من شركة، في ظل شبه انعدام لأي تواصل مع موظفي أوبر في الإدارة، وهذا يخلق توتراً واستياءً، وخصوصاً عندما لا يستطيع السائقون حل مشاكلهم إلا من خلال البريد الإلكتروني".