في مداخلته في مؤتمر Hello Etsy الذي عقد في برلين عام 2011 يقول الكاتب والباحث دوغلاس راشكوف: "اسأل طفلاً (اسمه جوني مثلاً) ما هو الهدف من الفايسبوك وسوف يجيب بأنه وجد ليقوم بمساعدته على تكوين صداقات. لكن في قاعة مجلس إدارة فايسبوك لا يتحدثون عن كيفية جعل جوني يكسب المزيد من الأصدقاء إنما يتحدثون عن كيفية تحقيق الدخل من شبكة العلاقات الاجتماعية لجوني.
اسأل نفسك من يدفع ثمن الفايسبوك؟ الذين يدفعون هم الزبائن، والمعلنون هم الذين يدفعون، وإذا كنت لا تعرف من هم زبائن المنتج الذي تستخدمه، فأنت لا تعرف ماذا يقدم هذا المنتج. نحن لسنا زبائن الفايسبوك، نحن المنتج وفايسبوك يبيعنا للمعلنين".
النقاش العالمي الحاصل حول بيع بياناتنا المتوفرة على وسائل التواصل الاجتماعي للمعلنين تؤكده يومياً ممارسات هذه الشركات، وآخرها ما كشفت عنه صحيفة The australian عن الممارسات الإعلانية "السرية" لشركة فايسبوك. فقد حصلت الصحيفة على وثيقة مسرّبة من الشركة تشرح كيف يقوم المديرون التنفيذيون في فايسبوك بتعزيز الحملات الإعلانية التي تستغلّ الحالات العاطفية للمستخدمين، وتحديداً المراهقين منهم الذين يبلغون 14 عاماً.
تقول الصحيفة إن الوثيقة تكشف أن خوارزميات الفايسبوك يمكنها أن تحدد اللحظات التي يحتاج فيها المراهقون إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وحددت مجموعة من الحالات العاطفية التي يمكن للشركة رصدها من خلال طريقة استخدام هؤلاء للموقع والصور والكلمات التي ينشرونها مثل انعدام القيمة، الغباء، السخافة، الفشل، الشعور بعدم الأمان والهزيمة. لكن عملية الرصد هذه يتم بيعها للمعلنين إذ يساعد فايسبوك المعلنين في استهداف المستخدمين الأصغر سناً الذين يكشفون أنهم يشعرون بأن "لا قيمة لهم"، وقد ساعد عدد من الشركات في استراليا في استهداف هذه الفئة التي يمكن بسبب وضعها النفسي أن تقع بسهولة ضحية المعلنين من خلال التركيز على المشاعر التي تنتابها.
في جزء آخر من الوثائق تقول الصحيفة إن فايسبوك تكشف عن اهتمام خاص بمساعدة المعلنين في معرفة اللحظات التي يهتم بها المراهقون بأن يصبح مظهرهم جميلاً للحصول على الثقة بالنفس من أجل اصطيادهم بالإعلانات. وبرغم أن الوثائق المسرّبة تقتصر على منطقة أستراليا إلا أنها تقدم إثباتاً فاضحاً - جديداً - لممارسات شركة فايسبوك في استغلال فئة من الناس في لحظات ضعفها بهدف تحقيق الربح.
في ردها على ما أوردته الصحيفة لم تنكر فايسبوك الوثيقة إنما اعتبرتها مضللة، إذ أعلنت أن الهدف من التحليل الذي أجراه باحث أسترالي هو مساعدة المسوقين في فهم كيفية التعبير عن أنفسهم على الفايسبوك ولم يتم استخدامه مطلقاً في الإعلانات المستهدفة. وقالت الشركة إنها لا توفر أدوات لاستهداف الناس على أساس حالتهم العاطفية، كما أن لديها عملية قانونية لمراجعة البحوث التي تقوم بها وهذا البحث لم يتبع هذه العملية.