منذ زمن، يحلم مجتمع»سيليكون فالي»، ويخطط، لمدن عائمة، لهذا استحدث عام 2008 معهد Seasteading الذي يهدف إلى خلق «مجتمعات عائمة» ذات استقلال سياسي. تاريخياً، كان المعهد يتطلع إلى بناء هذه المدن في المياه الدولية لتأسيس دول جديدة وتحفيز الحكم التنافسي من الخارج، إلا أن المعهد وجد أن بناء هذه المدن في المياه الإقليمية لدولة مضيفة سيخفف أعباء البناء ويقلل من المخاطر، وسيكون أسهل من إقامتها في المحيطات المفتوحة، لذلك وقّع اتفاق تفاهم في كانون الثاني الماضي مع بولينيزيا الفرنسية، الواقعة في المحيط الهادئ قبالة جزيرة تاهيتي، حيث ستقام ضمن مياهها الإقليمية أول مدينة عائمة في العالم تدعى Artisanopolis.
موافقة حكومة بولينيزيا أتت جراء تخوفها من ارتفاع مستوى البحر الذي يهددها، إذ رأت في المدن العائمة طريقة مبتكرة لمواجهة هذا الأمر، إلا أنها وضعت شرطين أساسيين يجب على المعهد إثباتهما قبل بدء الأعمال، هما: ضرورة أن تفيد المدينة العائمة الاقتصاد المحلي وأن تكون هذه المدينة صديقة للبيئة. إذا تمكن المعهد من استيفاء الشرطين سيتم الانتهاء من مشروع قانون المدينة العام المقبل، على أن تبدأ أعمال البناء التي تولتها شركة Blue Frontiers، التي تم تأسيسها حديثاً لهذا الغرض، عام 2019 كما هو متوقع.
ستُبنى المدينة، وفق التصميم الذي وضعه المعهد، على منصات اسمنتية يمكن ترتيبها وفق حاجات كل مدينة.

من المتوقع
ان تضم اول
مدينة بين 250
و 300 نسمة


التصميم المقترح للمدينة الأولى يتألف من 11 منصة اسمنتية مستطيلة و5 منصات متعددة الجوانب. التقرير الذي وضعته شركة هندسة هولندية يتحدث عن أن طول المنصات يبلغ 50 متراً، على أن تحاط بسور اسمنتي يصل طوله إلى 50 متراً لحماية المباني والمقيمين. يمكن لكل منصة أن تحتمل مباني من ثلاث شقق لمدة 100 عام. ومن المتوقع أن تضم أول مدينة بين 250 إلى 300 نسمة. ويقدر التقرير تكلفة كل منصة بأقل من 15 مليون دولار، وهو سعر مشابه للبناء في لندن أو نيويورك، على أن تبلغ تكلفة المدينة وفق التقديرات نحو 167 مليون دولار. منذ أكثر من 5 سنوات، يعمل المعهد على ما سماه «مجتمعات دائمة ومبتكرة عائمة في البحر»، وكان في صدد البحث عن دولة مضيفة لهذه التجربة. يهتم المعهد بالجانب الاجتماعي، إذ يسعى إلى خلق نوع جديد لمجتمعات شبه مستقلة، ويعتبر المدن العائمة طريقة مناسبة لتجربة أساليب جديدة لإدارة المجتمع. ستطفو المدينة قبالة شاطئ الدولة المضيفة، لكنها ستتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلال السياسي، رغم أن المخطط الأساسي كان يقضي بإقامة هذه المدن وسط المحيطات، إلا أن المعهد وجد أن إقامة هذه المدن بالقرب من دول مضيفة سيسمح لسكانها بالانتقال إلى البر وشراء السلع، وسيحميهم أكثر في حال حصول ظروف مناخية قاسية، وفق ما نقلت صحيفة «الدايلي ميل». تضيف الصحيفة إن المعهد يدّعي أنه سوف «يعطي الناس الحرية في اختيار الحكومة التي يريدون بدلاً من إجبارهم بالحكومة الموجودة. وفي حال اختلاف السكان مع حكومة المدينة، يمكنهم أن يجذفوا مستعمراتهم الى مدن أخرى، ما يضطر الحكومات الى العمل لجذب المواطنين»!

للإطلاع على تقرير معهد seasteading:



* للمشاركة في صفحة تكنولوجيا التواصل عبر البريد الإلكتروني: [email protected]