في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين «وحدات حماية الشعب» الكردية وتنظيم «داعش» في محيط عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي الشرقي، أحرز التنظيم أمس تقدّماً على الرغم الضربات التي يتلّقاها في عدد من المحافظات. وسيطر أمس مسلحو «داعش» على قرية روبي الواقعة جنوب عين العرب، في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك على بعد 8 كيلومترات من مدينة عين العرب، التي نزح الآلاف منها ومن القرى الى تركيا المجاورة.
وفي السياق، أكّد نائب قائد القوات الكردية المدافعة عن «كوباني»، أوجلان عيسو، لـ«رويترز» أنّ مقاتلي «داعش تقدموا صوب كوباني أكثر من اي وقت سابق».
وأضاف: «نناشد القوات الأميركية ان تضرب مواقعهم، يبعدون ثمانية كيلومترات عن كوباني، كانوا على بعد 25 كيلومتراً من قبل». وأشار إلى أنّ «مزيداً من مقاتلي داعش وصلوا بعد الغارات الجوية التي شنها التحالف على مواقع التنظيم».

الجيش يتقدم في ريف دمشق

في وقت نجح فيه الجيش بتكبيد عناصر «جيش الإسلام» خسائر فادحة في الدخانية وعدرا البلد في الغوطة الشرقية للعاصمة، أحكمت وحداته سيطرتها على وعر الطيبة بعد ساعات من التقدم وسط البلدة وشرقها.
وأحرز الجيش تقدماً كبيراً في عدرا العمالية، وسيطر على كتل أبنية عديدة، وسط هروب لمجموعات كبيرة من مسلحي «النصرة» ومحاولة «جيش الاسلام» التصدي للهجوم.
وجرى ذلك وسط خلافات حادة بين التنظيمين حول أولوية جبهات القتال. وأفادت مصادر «الأخبار» أنّ زعيم «جيش الاسلام» زهران علوش أمر مقاتليه بالانسحاب من حيّ جوبر والتوجه لدعم جبهة عدرا العمالية التي يعتبرها خط دفاع عن كامل الغوطة وتحديداً دوما، معقل جماعته. أما «النصرة» جعلت أولويتها جبهة جوبر لما لها أهمية جغرافية على مشارف العاصمة، فردّت على خطوة علوش بسحب قواتها من عدرا العمالية وعدرا البلد ونقلهم إلى جوبر. ومكّن ارباك المعارضة الميداني الجيش من احراز تقدّم ملحوظ على جبهتي جوبر وعدرا العمالية، وتكبيد المسلحين خسائر كبيرة.
مصدر عسكري كان قد كشف لـ«الأخبار» أن أعداداً كبيرة من مسلحي التنظيمين حاولت الهروب منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس باتجاه بلدة دوما شرقاً «غير أن قوات الجيش أحبطت محاولات الهروب من طريق الغارات الجوية والمدفعية، ولاحقت الهاربين داخل البساتين الشرقية لبلدة دوما والحدود الغربية لعدرا العمالية». ويقدِّر المصدر ذاته أعداد القتلى بأكثر من ستة وعشرين مقاتلاً من الفصيلين.
وعلى محاور عدة، كانت وحدات الجيش تلاحق مقاتلي «جيش الإسلام» في حيّ الدخانية في الغوطة الشرقية، التي شهدت يوم أمس معارك عنيفة ركَّز خلالها الجيش ضرباته على مقارّ مقاتلي «جيش الاسلام» وتحركاتهم ومسانديهم من الفصائل الأخرى، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى، حيث كان «الصيد الأثمن»، حسب وصف مصادر عسكرية، هو قائد «كتيبة الارتباط والتنسيق» في «حركة أحرار الشام الإسلامية»، الملازم المنشق أبو النور.
وفي خطٍ موازي، يواصل الجيش تقدمه بخطى ثابتة في منطقة الطيبة في ريف دمشق، حيث استطاع يوم أمس التقدم باتجاه وعر الطيبة وتثبيت النقاط العسكرية داخله، بعد إخلاء المنطقة من المعارضة المسلحة. وانطلاقاً من وعر الطيبة، استكملت وحدات الجيش تقدمها باتجاه الحي الشمالي للطيبة، حيث بات مقاتلو المعارضة محاصرون داخله. وفيما نفذ سلاح الجو عدة طلعات جوية استهدفت تجمعات المعارضة المسلحة في عقربا ودوما وجوبر وعدرا وزملكا والزبداني، تواصل استهداف العاصمة السورية بقذائف الهاون، التي وصل عددها يوم أمس إلى أكثر من تسع قذائف أدت إلى استشهاد مدني وإصابة أكثر من أحد عشر آخرين.
وفي ريف حمص الشرقي، سيطر الجيش أمس على بلدة الغبيب ومزارعها قرب المخرم التحتاني. وفي ريف حماه، صدّ الجيش محاولة تسلّل للمسلحين من وادي اللطامنة باتجاه حاجزي الزلاقيات والحميمات، حيث قتل عشرات المسلحين بحسب المصادر الميدانية.
وفي موازاة ذلك، اشتبكت وحدات الجيش مع مقاتلي المعارضة المسلحة في كلٍ من الشقيف وبلاس وعين البيضا ودير حافر وعويجة وجمعية الزهراء، وعلى طريق حلب ــ الزربة، ما أدى إلى سقوط العشرات من مسلحي المعارضة المسلحة بين قتلى وجرحى.