دمشق | كغيرها من قطاعات الدولة، أعادت المنظمات الرديفة لحزب البعث ترتيب صفوفها. بعض الفرق الحزبية تسلّحت مع الدولة، والبعض الآخر كمنظمة اتحاد الشبيبة أقام نشاطات تربوية وثقافية، في محاولة لنفض الغبار عن مكانة ضائعة لمؤسسة مصغرة تشرف على الشباب البعثي.
المارّ أمام باب «رابطة الشاغور الشبيبية» في العاصمة دمشق يمكن أن يشاهد مطلع كل شهر صفّاً من أسطوانات الغاز، إلى جانبه جمع من الناس. سعر الأسطونة هنا «نظامي».
خطوة اقترحتها قيادة «شعبة الحزب» في الحي، من أجل «تحسين سمعة الشبيبة عند أهل الحارة»، كما يعلق أحد الواقفين، بعد أن كان المنتسبون إليها «يبلّغون عن المعارضين».
«اتحاد شبيبة الثورة» هو إحدى المنظمات الرديفة لحزب البعث العربي الإشتراكي. وتُنظم الشباب من عمر 13 سنة، أي بعد دخولهم في المرحلة الإعدادية، ضمن صفوف الحزب.
«لم تكن منظمة الشبيبة يوماً منعزلة عن حياة الناس»، يقول عضو قيادة الاتحاد، عبد المنعم الصوا لـ«الأخبار». في حين أشار البعض إلى تقليص مكانة المنظمة في الحياة السياسية من حيث حجم الكوادر البشرية ونوعيتها «وكان ذلك بقرارات لم تظهر إلى الضوء، لكنه يتمّ من خلال مؤتمرات انتخابية»، يضيف.
يتذكر الجامعي علاء عنيد (25 سنة)، الذي يستعد للسفر خارج سوريا، أنّه بعد اندلاع الأحداث كان ينشط مع «الشبيبة» في إقامة الأندية العلمية والإعلامية، «وحين أصبح الخطر يستهدف الكوادر الشابة المنتسبة للشبيبة»، انسحب من عمله التطوعي لأن «المهمة أصبحت متعلقة بالمجتمع والصراع السياسي قبل العسكرة، وتأخر الانفتاح على الأحزاب الأخرى، وهذا ما دفع بالشارع إلى الغليان من كل الاتجاهات سواءً الدينية أو السياسية أو الاجتماعية». أمّا اليوم «فالشبيبة أصبحت أقل نشاطاً مع محاولة دمجها مع مؤسسات التربية والشباب أي شكل آخر من الوصاية الحكومية بعيداً من حزب البعث الذي أضحى الواجهة، مع الحفاظ على المعتقدات النظرية للمنظمة وتوجيهات التربية بالأنشطة العلمية والإعلامية التطوعية بعيداً من الحالة العقائدية»، يضيف.
بينما يعتقد عبد المنعم، المنظم في «الشبيبة»، أنّ جملة أهداف الحملة على سوريا منذ بداية الأحداث عام 2011 هي «تشويه صورة حزب البعث أمام الرأي العام». قبل الأزمة كانت «الشبيبة» تدير حلقات حزبية في المدارس التابعة لقطاعها الجغرافي، للحفاظ على شرائح المجتمع منذ البداية تحت كنفها، بحسب توجيهات القيادة في كل محافظة، واليوم أصبح النشاط محدوداً برعاية وزارة التربية. تسلحت «الشبيبة»، كما البعث، في الأحداث الحالية ضمن فصائل مقاتلة في «الدفاع الوطني»، متجاهلة الحالة التربوية التي عرفها الشباب، لكن «الرفيق» عبد المنعم لا يرى أنّ «النشاط المسلح يتعارض مع كونها منظمة تربوية».
«الشبيبة تعلم القوة، في مواجهة من يقاتل الدولة والشباب» تقول عفراء محمد (16 سنة). هي لا تمانع حمل السلاح للوقوف إلى جانب الدولة. «اليوم نجري دورات تمريض ودفاع مدني ونتعلم على الاسعافات الأولية... وكل من هم خارج الشبيبة في أحزاب أخرى سوف يتأخرون كثيراً عن اللحاق بقطار المنافسة الوطنية»، تضيف.