الحسكة | بعد يومين من كارثة الزلزال المدمِّر الذي ضرب مناطق شمال سوريا وشمالها الغربي، بدأت «الإدارة الذاتية» الكردية التحرُّك لمساعدة مناطق سيطرة المعارضة - في ظلّ غياب أيّ استجابة من جانب الفصائل النافذة في هذه الأخيرة -، مبديةً استعدادها أيضاً لتقديم المعونة الممكنة للحكومة، إذا تطلّب الأمر ذلك. وتوالت تصريحات المسؤولين الأكراد بهذا الخصوص، مع إبداء تعاطف أكبر تجاه معاقل المعارضة، التي تمّ تحريك قافلة مساعدات أوّلية في اتّجاهها، في مقابل الاكتفاء إلى الآن باستصدار بيانات بشأن إمكانية المساهمة في إغاثة المدن والبلدات الواقعة تحت السلطة الحكومية. وفُسِّرت حملة «التعاطف» تلك، بوقوع مدينة عفرين وريفها، اللذَين طاولتْهما الأضرار، في نطاق نفوذ الفصائل، وسَعْي «الذاتية» للوصول إلى المتضرّرين فيهما تحديداً، وأيضاً محاولتها التقارب مع المعارضة في وجه الانفتاح السوري - التركي.
يُفهم من التصريحات الكردية تَوافقها تماماً مع التوجّهات الأميركية

وأعلن القيادي في «الإدارة الذاتية»، جوان ملا إبراهيم، في تصريحات إعلامية، أن «شحنة مساعدات إنسانية موجودة على معبر أم جلود، في ريف منبج، المحاذية لمدينة جرابلس التي تحتلّها تركيا، تَنتظر الموافقة من الجانب الآخر لإرسال المساعدات إلى المناطق المنكوبة في الشمال السوري». وأكد الرئيس التنفيذي المشترك لـ«الذاتية»، عبد حامد المهباش، بدوره، «(أننا) مستعدّون لإرسال قوافل طبيّة وأدوية وأطبّاء وآليات إلى المناطق المتضرّرة، إذا تطلّب الأمر ذلك»، مضيفاً «(أنّنا) نقوم بتجهيز قافلة من الصهاريج التي تحمل المشتقّات النفطية والمواد الإغاثية الأخرى، لإرسالها إلى المناطق المتضرّرة». كذلك، طمْأنت الرئيسة المشتركة لـ«الهيئة التنفيذية للإدارة الذاتية»، بيريفان خالد، إلى أنه «يمكن اعتماد مناطق الإدارة كمعابر للمساعدات الإنسانية، بعد توقّف إدخال هذه الأخيرة من الجانب التركي»، في إشارة إلى إمكانية استخدام تلك المناطق لإدخال المساعدات في اتّجاه الشمال السوري. وطالبت خالد، الأمم المتحدة، «بضرورة تقديم التسهيلات، والمساهمة في تقديم الدعم وسط الحصار الذي نعانيه في شمال شرقي سوريا، وفتْح المعابر، وعلى رأسها معبر اليعربية، واعتبار ما حصل حالة استثنائية تستوجب تحركاً فوريّاً وفق المهامّ والمسؤوليات الإنسانية».
ويُفهم من التصريحات الآنفة توافُقها مع التوجّهات الأميركية، التي تَفرض إلى الآن حظراً كاملاً على مناطق سيطرة الحكومة السورية، في مقابل تغاضيها عن أيّ تحرُّك تجاه معاقل المعارضة، والتي تضمّ مدناً وبلدات كردية، كانت سابقاً تحت سيطرة «قسد». ولذلك، لم تَذكر «الذاتية»، في بياناتها، «معبر سيمالكا» غير النظامي مع كردستان العراق، وإمكانيّة استخدامه كطريق عبور للمساعدات البرّية المتّجهة إلى الأراضي السورية.