تتواصل منذ ساعات الصباح الأولى عمليات الإغاثة في سوريا وجنوب شرقي تركيا، إثر الزلزال العنيف الأول الذي وقع فجر اليوم، عند الساعة 1:17 بتوقيت غرينيتش، وبلغت قوته 7.8 درجات، وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7.5 درجات عند الساعة 10:24 صباحاً.
وتوجه الدعم الدولي بشكل رئيسي إلى تركيا التي أطلقت في الصباح نداء للمساعدة الدولية، فيما كانت سوريا المنكوبة أصلاً جراء الحصار الأميركي والحرب الطويلة غير مشمولة بالدعم أو إبداء الاستعداد لتقديم المساعدة، سوى من الجانب الروسي والصيني والإيراني والإماراتي. وبالتوازي، نفت دمشق مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بطلب الإغاثة من الاحتلال بعد بيان لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أبدى فيه «الموافقة» على إرسال مساعدة إلى سوريا بعد طلب زعم أنه جاء من «مصدر ديبلوماسي».

وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال إلى أكثر من 1293 شخصاً وأصيب أكثر من 2400 آخرين في سوريا جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية، ويتوقّع أن ترتفع هذه الحصيلة إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض. وسجلت معظم الإصابات في محافظات حلب (شمال) واللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وطرطوس (غرب).

كذلك، سيصعّب انخفاض درجات الحرارة مساء اليوم وغداً الثلاثاء جهود المنقذين، وكذلك وضع الأشخاص الذين شرّدوا بسبب الزلزال، بينما تواصل محافظة اللاذقية والجهات الحكومية والمنظمات الأهلية جهودها في إطار تأمين مراكز إيواء للمتضررين لا سيّما في كل من اللاذقية وجبلة، وغيرها من المناطق التي ضربها الزلزال، وتزويدها بالمستلزمات الأساسية من بطانيات وفرشات وحرامات ومواد غذائية.

وفي مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، انهار 46 مبنى على الأقل، بحسب مصادر أفادت «سانا». وفي حي الأربعين في مدينة حماة، انهار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق، فيما انهمكت فرق الإنقاذ والإسعاف في انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض.

وأعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس في جميع المحافظات حتى نهاية الأسبوع، في وقت أفادت وزارة النقل بوقف العمل بمصفاة بانياس نتيجة أضرار لحقت بأجزاء منها.

سوريا تناشد الدعم الدولي

وبالتوازي مع عمليات الإغاثة، ناشدت سوريا الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، والأمانة العامة للمنظمة، ووكالاتها، وصناديقها، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمنظمات الدولية «لمد يد العون ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر»، معربة عن «شكرها وتقديرها للدول والمنظمات التي أعربت عن تضامنها».

وكانت كل من إيران والإمارات والصين أعربت عن استعدادها لمواجهة آثار الزلزال الذي ضرب سوريا فجر اليوم، فيما بدأت القوات الروسية الموجودة في سوريا «بتقديم المساعدة للتعامل مع تداعيات الزلزال» بأمر من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

وقالت الدفاع الروسية، في بيان، إن «أكثر من 300 جندي روسي، و60 وحدة هندسية عسكرية يشاركون بتقديم المساعدة في سوريا، من خلال إزالة الركام والبحث عن ناجين وتقديم المساعدة الطبية لهم في المناطق التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار».

وأعربت الصين عن استعدادها لإرسال «مساعدات إنسانية عاجلة إلى سوريا، وفقاً للاحتياجات. كذلك، أعلنت الإمارات عزمها إنشاء مستشفى ميداني، وإرسال فريق بحث وإنقاذ وإمدادات إغاثية إلى سوريا لمساعدتها على تجاوز تداعيات الزلزال اليوم.

«كنائس الشرق الأوسط» تطالب برفع العقوبات
وفي السياق، طالب «مجلس كنائس الشرق الأوسط» المجتمع الدولي «بمساعدات طارئة» إلى سوريا، داعياً إلى «رفع العقوبات» عنها «والسماح لجميع المواد بالوصول إليها من أجل أن لا تتحول العقوبات جريمة ضد الإنسانية»، وذلك بعد اجتماع عقده رؤساء «مجلس كنائس الشرق الأوسط».

وأفادوا، في بيان، بأن «جميع الكنائس في الشرق الأوسط قد وضعت إمكاناتها بتصرف الأهالي المتضررين والمشردين من جراء الزلزال منذ اللحظات الأولى لوقوع الكارثة رغم الإمكانات المحدودة المتوافرة لديها من جراء الحصار».



العين على تركيا

أما في تركيا، فأسفر الزلزال، وفق الحصيلة النهائية، عن مقتل 1651 شخصاً، وما لا يقل عن 11 ألفاً و159 جريحاً، مع تسجيل انهيار 3471 مبنى، بحسب وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة. كذلك، أفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية بأن 6445 شخصاً تمّ إنقاذهم من تحت الأنقاض.

وإثر ذلك، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، حداداً وطنياً لسبعة أيام في البلاد، وتنكّس الأعلام حتى مساء الأحد 12 شباط بحسب مرسوم أصدرته الحكومة.

وكان كثير من الدول بادر لتقديم الدعم إلى الجانب التركي، ومنها: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وبولندا والسويد وبريطانيا وسويسرا وأوكرانيا وروسيا والصين والهند واليابان وكندا وقطر والإمارات. بينما قالت السعودية إنها «تتابع عن كثب الأحداث المأسوية» المتعلقة بالزلزال، من دون التطرق إلى المساعدات.