تحدّت سهير الهزاع العادات والتقاليد السائدة في مدينتها، متخطّية النظرة النمطيّة للمجتمع «الديريّ»، لسيدة تعمل في مهنة «كانت حكراً على الرجال». فهي مؤمنة بأهمية عملها طالما أنه «لا عيب فيه» حسب وصف الديريين.السيدة الأربعينية هي الوحيدة في سوريا، التي تعمل جابية لمؤسسة المياه، وهي قد تكون بين عربيات قلائل، تجرّأن على العمل في الجباية.
لا تحتاج هذه المهنة سوى إلى «حسن إدارة التعامل مع الناس»، هكذا عرّفت سهير «الأخبار» بطبيعة عملها.
تتحدث عن الصعوبات التي واجهتها في بداية عملها، معددة إياها على أصابعها. تضغط على إبهامها: «أول تحدّ بالنسبة إليّ كان عدم تقبّل البيئة المحيطة لطبيعة عملي» تتنقل على أصابعها، وهي تذكر سخرية بعض الناس منها.
«الإصرار على متابعة ما بدأتُ، كان كفيلاً بالتغلب على تلك العقبات حتى تحولت نظرات الاستغراب والسخرية التي لاحقتني إلى نظرات إعجاب، عندما رأى الجميع حبي لعملي»، تقول الهزاع.

رافقت «الأخبار» سهير في جولة جباية فواتير المياه لقطاع حي الجورة في مدينة دير الزور؛ علّقت إحدى السيدات اللواتي طرقت سهير بابهن، عن عمل سهير: «مقولة النساء ضلع قاصر زعم باطل، سهير بمئة رجل».
تقول سهير: «تاء التأنيث يمكنها أن تحلّ مكان المذكر في كل مجالات العمل (..) ولا فرق بين ذكر أو أنثى إلا بالكفاءة». وتضيف «حصّلت مبالغ كبيرة من الأهالي لمصلحة المؤسسة، حتى إن بعض العائلات تتواصل معي عند صدور كل فاتورة، لسداد المبلغ المترتب عليها بشكل فوري».
بدأت الهزاع عملها في الجباية منذ ما يقارب العام عندما أعلنت مؤسسة المياه في المدينة عن حاجتها إلى جباة مياه. في حديث «الأخبار» مع مدير المياه في دير الزور، ربيع العلي، قال إن «سهير من العاملات النشيطات في مؤسسة المياه، وعندما رأيت ترشيح نفسها للعمل ذهلت من خطوتها وشجعها كل زملائها في العمل. فالمعروف عن سهير بالعمل أنها قادرة على الإنجاز الهادئ المتّزن، وأثبتت أنها مميزة بعملها بعد حصولها على المركز الأول بجباية أكثر عدد من الفواتير، متغلّبة على بقية زملائها».
تختم سهير حديثها مع «الأخبار»: «الرسالة التي أريد إيصالها من خلال عملي هي إزالة الحواجز بين الرجل والمرأة في العمل».