الحسكة | أعادت «قسد» فتح الطرق في اتّجاه أحياء وسط مدينة الحسكة، وحيّي حلكو وطيّ في مدينة القامشلي، بعد مرور نحو ثلاثة أسابيع على حصارها. وجاءت هذه الخطوة بعدما توصّل ممثلون عنها وآخرون عن الحكومة السورية إلى اتّفاق برعاية روسية، سارعت «قسد» على إثره إلى رفع الموانع الاسمنتية، وفتح الطرق أمام حركة الآليات والأشخاص نحو المناطق المحاصرة، فضلاً عن إعادة فتح طريق الحسكة ــــ القامشلي أمام القوات الحكومية، وسحب الآليات والعناصر والقناصة الذين انتشروا على مدى أيام. في هذا الوقت، بدأت المواد الغذائية والمحروقات والطحين بالدخول إلى هذه المناطق، مع توقّعات باستئناف الأفران الحكوميّة والخاصة أشغالها.وأجرى وفد سوري ــــ روسي مشترك جولة على حيّ الشيخ مقصود في مدينة حلب، للاطلاع على أحواله، والعمل على اتخاذ مزيد من التسهيلات للمواطنين فيه، انسجاماً مع مطالب «قسد». ووفق مصادر مطّلعة على الاتفاق، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «الجانب الروسي عقد سلسلة اجتماعات مع ممثّلين عن الجانب الحكومي وقسد في مدينة حلب، أفضت الى إنجاز اتفاق ينهي الحصار عن أحياء في مدينتَي الحسكة والقامشلي». وقالت المصادر إن «ممثلين عن الحكومة أكّدوا عدم وجود أي حصار مفروض على أحياء ومناطق في حلب... ولا مانع لديهم من دخول أي مواد إلى تلك المناطق». وأضافت إن «قافلة من المحروقات تضم نحو 40 صهريجاً دخلت إلى منطقة تل رفعت وحي الشيخ مقصود صباح أمس، وبدأت بعدها قسد باتخاذ إجراءات لرفع الحصار المفروض من قِبَلها على أحياء الحسكة والقامشلي». كما أكدت المصادر أن «الاتفاق الموقّع يقضي بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحصار، مع إفراج قسد عن نحو 44 عسكرياً اعتقلوا خلال فترة التوتّر الأخيرة»، مبينةً أن «الجانب الروسي طلب من قسد تزويده بأسماء مَن تقول إنهم اعتُقلوا من قِبَل الحكومة السورية أخيراً في حلب إن وجدت، لبحثها مع الحكومة».
تعهّدت «قسد» بالإفراج عن 44 عسكرياً اعتقلوا خلال فترة التوتّر الأخيرة


بدوره، أكّد محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الحصار المفروض على أحياء في الحسكة والقامشلي رُفع بالفعل، بعد اتّفاق رعاه الجانب الروسي»، لافتاً إلى أن «المواد الغذائية والمحروقات دخلت إلى تلك المناطق، مع انسيابية في حركة المواطنين منها وإليها». وأشار المحافظ إلى «عدم وجود أيّ حصار على أي حيّ أو منطقة في حلب وأريافها»، مؤكداً أن «كل المناطق السورية تشهد حصاراً بسبب الإجراءات التعسفية الأميركية». وفي المقابل، أصدرت «الأسايش» بياناً أكّدت فيه «عودة الحياة الطبيعية، والسماح بدخول كل المواد إلى مناطق وجود النظام السوري في مدينتَي الحسكة والقامشلي».
وضمن الاتفاق الذي تم إنجازه، استبعاد اندلاع أيّ اشتباك بين الجيش السوري و»قسد»، مع فتح الباب أمام الجانب الروسي لتفعيل دوره بشكل أكبر في شمال سوريا وشرقها. ويٌعد النجاح الروسي في رعاية الاتفاق وتطبيقه إثباتاً جديداً لنجاعة دور موسكو، في التأثير على القوى الكردية، ما يؤسّس لإمكانية توسيع التنسيق بين الحكومة السورية و»قسد»، ومحاولة إعادة إحياء المفاوضات بينهما. كما أن الاتفاق قطع الطريق مبدئياً على أيّ محاولات أميركية لحثّ «قسد» على اتخاذ المزيد من الإجراءات العدائية بحق الحكومة السورية. وتنتظر هذه الأخيرة أن تبادر «قسد» إلى خطوات تؤدي إلى فكّ ارتباطها مع الاحتلال الأميركي ولو تدريجياً، ما سيسمح بإطلاق حوار جدّي يؤدي إلى نتائج تنعكس إيجاباً في مختلف أرجاء البلاد.