شرعت القوات التركية، أمس، في الانسحاب من أكبر نقاط المراقبة التابعة لها في شمال غرب سوريا، بعد أكثر من عام على محاصرة تلك النقطة من قِبَل قوات الجيش السوري خلال هجوم شنّته الأخيرة في آب/ أغسطس من العام الماضي، ضدّ الفصائل المسلحة في المنطقة. وبعيد منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، بدأت القوات التركية تحرّكها من نقطة مورك في ريف حماة الشمالي، بمرافقة الشرطة العسكرية الروسية. وقد ضمّ الرتل المنسحِب قرابة 20 آلية ثقيلة، اتجهت نحو النقطة التركية الواقعة في معرحطاط جنوبيّ معرة النعمان، والمحاصرة أيضاً. وفي وقت لاحق، نُقلت الآليات التي أُخليت من نقطة مورك إلى نقاط تركية أخرى في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب. وتزامن ذلك مع إغلاق القوات التركية العديد من الطرقات التي تُوصل إلى الطريق الدولي حلب - اللاذقية ( M4)، تأميناً لنقل قواتها عبر الطريق نحو منطقة جبل الزاوية غرباً. وكانت شبكة «المحرر الإعلامية»، التابعة لـ»فيلق الشام» المنضوي ضمن «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا، والذي يرافق الأرتال التركية في إدلب، أعلنت قبل أيام، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، أن «نقطة المراقبة التركية التاسعة المتمركزة في مدينة مورك غربيّ حماه ستبدأ بالانسحاب».
انتقلت القوات المنسحبة إلى منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي

كذلك، تحدّثت مواقع إعلامية معارضة عن نية الأتراك سحب قواتهم من كلّ النقاط الموجودة في مناطق سيطرة الجيش السوري، مؤكدة أن القرار قد «اتُّخذ من قِبَلهم الخميس الماضي». ومن المحتمل أن يكون الانسحاب المذكور جزءاً من تفاهم روسي - تركي على إعادة انتشار القوات التركية في شمال غرب سوريا، إذ كانت موسكو قد طالبت أنقرة مراراً بالانسحاب من المنطقة. وتولّت القوات الروسية، طوال الفترة الماضية، مهمّة إيصال الدعم اللوجستي الى نقاط المراقبة التركية المحاصَرة، وهي تولّت، أيضاً، يوم أمس، مرافقة الأرتال التركية المنسحبة حتى خروجها من مناطق سيطرة الجيش السوري. ولم يَصدر أيّ تعليق من أنقرة حول انسحاب جنودها أو وجهتهم، خصوصاً أنها أكّدت مراراً «عدم رغبتها في الانسحاب من أيّ من نقاط المراقبة التابعة لها».
وبموجب اتفاق أبرمته مع روسيا في أيلول/ سبتمبر 2018 في مدينة سوتشي، تنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في محافظة إدلب ومحيطها، طوّقت القوات السورية عدداً منها خلال هجومين شنّتهما ضد الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة في المنطقة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا