دخلت قافلة مساعدات أممية إلى شمال غربي سوريا، اليوم، فيما تستعد الدول المنخرطة في الملف السوري إلى خوض معركة جديدة في مجلس الأمن، حول تجديد آلية المساعدات عبر الحدود، التي تخوّل الأمم المتحدة إدخال مساعدات من دون موافقة مسبقة من الحكومة السورية.وضمت القافلة التي دخلت الأراضي السورية من معبر باب الهوى، 44 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية، ستُوزّع على سكان إدلب وجوارها.
وتأتي هذه الشحنة قبل نحو أسبوع على موعد انتهاء التفويض الممنوح للأمم المتحدة لإدخال المساعدات عبر الحدود، في العاشر من تموز، ووسط كباش روسي ــ أميركي لافت حول تفاصيل تجديد هذا التفويض.

معبر واحد
أبلغت روسيا شركاءها في مجلس الأمن الدولي أنّها لم تعد تريد سوى نقطة دخول حدودية واحدة فقط للمساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتحدة للسكان في شمال غرب سوريا، على أن تكون مدة التفويض ستة أشهر حصراً، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الأربعاء، وكالة «فرانس برس».
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي اشترط عدم كشف هويته أنّ الروس «قالوا (إنّهم يريدون) نقطة دخول واحدة ولمدة ستة أشهر» على الحدود التركية. وأكد دبلوماسي آخر أنّ «المفاوضات معقّدة. روسيا تتحدّث عن نقطة دخول واحدة فقط»، بينما ذكّر دبلوماسي ثالث مشترطاً عدم ذكر اسمه بأنّ الروس «تحدّثوا كثيراً في ما مضى عن إيقاف» آليّة نقل المساعدات عبر الحدود.
وآليّة نقل المساعدات هذه، المطبّقة منذ عام 2014، لا تتطلّب أيّ تفويض من جانب دمشق، وتنتهي صلاحيتها في 10 تموز. وقد بدأت ألمانيا وبلجيكا، المسؤولتان عن هذا الملفّ، مفاوضات لتمديدها. ويتضمّن مشروع قرار قدّمته الدولتان، الإبقاء على نقطتَي الدخول الحاليّتين عبر تركيا إلى الأراضي السوريّة ولمدّة عام واحد، في استجابة لطلب قدّمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 23 حزيران.
وحتى الآن، لم تُحدّد ألمانيا التي ترأس مجلس الأمن الدولي في تموز أي موعد للتصويت على نص.
وفي كانون الثاني، قامت موسكو التي تتمتّع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن والتي تعد الداعم الأوّل لسوريا، بتخفيض عدد نقاط الدخول إلى البلاد من أربع نقاط إلى اثنتين، كما أنّها خفّضت مدّة التفويض وجعلته لستّة أشهر بدلاً من سنة كما كان معمولاً به في السابق.
وتقول روسيا والصين اللتان استخدمتا الفيتو ضدّ مشروع قرار ألماني-بلجيكي في كانون الأول الماضي، كان ينص على وجود ثلاث نقاط دخول حدودية لمدة عام، إنّ التصريح بمرور المساعدة عبر الحدود يخرق السيادة السورية وإنّ المساعدات يمكن أن تمر عبر السلطات السورية عندما تبسط كامل سيطرتها على البلاد.
ولتبرير طلبها تقليل عدد النقاط الحدوديّة، تقول روسيا إنّ من بين النقطتين المستخدمتين حاليّاً على الحدود السورية التركية (باب السلام وباب الهوى)، أنّ النقطة الثانية هي «الأكثر استخداماً» بينما النقطة الأولى أقلّ استخداماً بكثير وبالتالي يمكن إغلاقها، بحسب ما ينقل أحد الدبلوماسيّين.
وأشار غوتيريش في تقرير إلى أنّه بين 1 نيسان و31 أيار، مرّت 3146 شاحنة مساعدات إنسانيّة عبر هاتين النقطتين الحدوديّتين. وشهد باب السلام مرور 593 مركبة، في مقابل عبور 2553 مركبة عبر باب الهوى خلال فترة الشهرين، حسب التقرير. ولفت غوتيريش إلى أنّ 4774 شاحنة استَخدمت نقطة باب السلام منذ عام 2014 فيما استخدمت 28574 شاحنة نقطة باب الهوى.

تصعيد أميركي
حذّرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، من احتمال أن تشهد سوريا «مقابر جماعية» إذا فشل مجلس الأمن في تمديد برنامج المساعدات عبر الحدود.
وقالت كرافت في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «ما نركز عليه حقاً في المجلس هو النتيجة، وهي إنقاذ أرواح أكثر من 4 ملايين سوري (...) إذا لم نفعل ذلك، فإن تفشي COVID-19 سوف... أكره أن أقول هذا... ستكون هناك مقابر جماعية لأشخاص أبرياء للغاية».
الضغط الأميركي، وفق كرافت، يسعى إلى رفع عدد المعابر إلى ثلاثة، وذلك لإضافة معبر اليعربية الذي يتيح إدخال مساعدات إلى الشمال الشرقي حيث تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من واشنطن.
وعن الموقف الروسي قالت كرافت إن «المعارضة الرئيسية هي روسيا، وستصوّت الصين على الأغلب إلى جانب روسيا، لذا فإن هدفي الرئيسي هو إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع (الممثل) الروسي».