شهد محيط بلدة تلّ تمر في ريف الحسكة الغربي استقدام تركيا والفصائل الموالية لها مزيداً من التعزيزات العسكرية. تعزيزات تستهدف تصعيد الضغط على «قسد»، وطردها من البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تتقاطع فيها الطرقات الرئيسية التي تربط مدن المنطقة وقراها بعضها ببعض. وظهر الاهتمام التركي بهذه الجبهة، من خلال الدفع بمعدّات وأسلحة ثقيلة ودبابات إلى محيطها، في ظلّ عبور عشرات الآليات المُحمّلة بعناصر من الفصائل المسلحة السورية من بلدة السكرية الحدودية باتجاه قرى وبلدات في المحيط الشمالي لبلدة تل تمر. وترافق تلك التحركات مفاوضات تخوضها أنقرة مع موسكو لحسم ملف البلدة والطريق الدولي.وتبرز أهمية تل تمر في كونها تقع على طريق حلب ــــ الحسكة الدولي (M4)، وتعتبر بوابة مدينة الحسكة، وتفصلها عن رأس العين. كما تعدّ عقدة ربط بين الحسكة والمحافظات الأخرى، وتشرف على طريق القامشلي ــــ تل تمر المؤدي الى الدرباسية وعامودا، ما يجعل من السيطرة عليها أساساً لتوسيع الهجمات التركية في تلك المناطق. ومنذ أكثر من أسبوعين، يشهد محيط البلدة اشتباكات واسعة بين «قسد» و«الجيش الوطني» المدعوم تركياً، أدّت إلى سيطرة الأخير على عشرات القرى والبلدات، آخرها القاسمية والفيصلية والعريشة، واقترابه لمسافة تقلّ عن 5 كلم من تل تمر، من الجهة الشمالية الغربية. ودفع تصاعد الاشتباكات والهجمات بالمدافع الثقيلة والطائرات المسيّرة على مناطق قريبة من البلدة، السكان إلى النزوح بأعداد كبيرة من البلدة والقرى المحيطة بها، في ظلّ تخوّف السكان المتبقين من تدمير بلدتهم وسرقة ممتلكاتهم إذا ما وصل المسلحون إليها. وعلى باب أحد المحال التجارية التي بقيت مفتوحة خلال المعارك، تقف مجموعة من الشبان الذين يؤكدون أنهم بقوا للحفاظ على ممتلكاتهم من النهب. ويقول أحد الشبان إن «الوضع في البلدة لم يعد جيداً، والناس أغلبهم هربوا خوفاً من إجرام الجماعات المسلحة»، مؤكداً أن «أهل المدينة يتمنّون أن يتم تحييد بلدتهم عن المعارك». وتشهد البلدة، منذ يومين، انخفاضاً ملحوظاً في حدّة المواجهات العسكرية، وسط حديث عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين الروسي والتركي.
وصلت أول من أمس قافلة أميركيّة تضمّ معدّات لوجستيّة إلى «قاعدة هيمو»


وفي الوقت الذي تنفي فيه «قسد»، على لسان المتحدث الرسمي باسمها كينو كبرييل، «وجود أي اتفاق لوقف إطلاق النار في تل تمر ومحيط الطريق الدولي»، تؤكد مصادر ميدانية مطلعة لـ«الأخبار» أن «اتفاقاً يعدّ بين الجانبين التركي والروسي لإنهاء ملف تل تمر والطريق الدولي». وتكشف المصادر أن «الاتفاق يتضمن انسحاباً كاملاً لقسد من تل تمر ومحيطها، ومحيط الطريق الدولي، مع انسحاب المسلحين التابعين لأنقرة 4 كلم شمالي الطريق الدولي، ونشر الجيش السوري في كامل تلك المناطق، إضافة إلى الشرطة العسكرية الروسية». وتلفت المصادر، التي تحدثت إلى «الأخبار»، إلى أن «قيادة قسد وافقت على الاتفاق، مع اشتراط الإبقاء على قوات الأسايش داخل البلدة، وهو ما يلقى رفضاً تركياً»، معتبرة أن «بيان قسد الأخير هو للضغط على روسيا، لأجل المحافظة على قوات الأسايش ومؤسسات الإدارة الذاتية داخل البلدة». ويُتوقّع أن تشهد الساعات المقبلة حسم هذا الملف، في ظلّ معلومات عن بدء موسكو إنشاء مركز عسكري لها بالقرب من بلدة أم الكيف، في الريف الشمالي لتل تمر، لمراقبة تطبيق بنود الاتفاق في المنطقة.
في خضمّ ذلك، وصلت، أول من أمس، قافلة أميركية تضمّ معدات لوجستية إلى «قاعدة هيمو» التي تتمركز فيها القوات الأميركية غربي مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمالي الشرقي. وقَدِمت القافلة من إقليم كردستان العراق، حاملةً على متنها كتلاً اسمنتية تُستخدم عادة في بناء القواعد العسكرية وتحصينها.