غادرت ناقلة النفط «TOUR 2» (التي ترفع علم بنما) شاطئ اللاذقية بعد ما يقارب أربعة أشهر من جنوحها نحوه جراء العاصفة التي ضربت البلاد في كانون الثاني/ يناير الماضي، بجهود لافتة لطواقم بحرية محلية وبمعدات متواضعة نسبياً. أشهر طويلة من الانتظار بلا طائل، تخللتها مفاوضات بين مالك السفينة وجهات أجنبية تمتلك القدرة على قطرها وسحبها. لكن النجاح كلّل جهود فرق سورية استطاعت إنهاء إجازة السفينة الإجبارية التي حوّلت شاطئ «المدينة الرياضية» إلى معلم سياحي يقصده اللاذقيون لأخذ الصور التذكارية أمام الزائرة غير المتوقعة. الناقلة الضخمة (يبلغ طولها 274 متراً) أضحت على بعد أميال من الشاطئ بهدف نقلها إلى عرض البحر لتمكين فرق الصيانة السورية من معالجة ما تضرر من أجزائها السفلى جراء ارتطامها السابق بالصخور. وبارك وزير النقل علي حمود إنجاز طواقم العمل السورية، من القطاع العام وخاصة المديرية العامة للموانئ، إضافة إلى جهود القطاع الخاص، في إشارة إلى الشركة الخاصة التي تولّت أعمال الصيانة تحت سطح البحر.قصة جنوح السفينة، التي توقفت قرب مصب بانياس لإفراغ حمولة نفطية وإصلاح محركها الأساسي ومولداتها الكهربائية، أضحت فرصة للمزادات والمفاوضات الطويلة مع شركات أجنبية في قبرص واليونان، وذلك بسبب ما تتطلبه العملية من قواطر ضخمة، وسط جدل حول مدى جاهزية قواطر مرفأ اللاذقية ومديرية الموانئ، ومحاولات مستمرة لتعويم فكرة عجز الآليات المحلية عن إتمام هذه المهمة، وفق ما ذكرت مصادر في المرفأ، قبل أن يحسم الأمر أخيراً باستخدام القاطر «جولان» التابع لمديرية الموانئ، بالاشتراك مع سفينة «Atlantic rose» المملوكة للقطاع الخاص، بالتزامن مع جهود لفرق الشركة المعنية بخبرات الغطس وإصلاح السفن تحت سطح البحر، لتتم العملية بنجاح، فيما لم يتجاوز أفراد الفرق التي شاركت في العملية الأربعين.
لم يتجاوز عدد أفراد الفرق التي شاركت في العملية الأربعين


كان من المتوقع أن يتكبد مالك السفينة مئات آلاف الدولارات لقطرها عبر شركات أجنبية، إلى أن تم قطرها وفق عقد مع الدولة السورية والقطاع الخاص، لتعود العائدات المالية على مديرية الموانئ ومالك السفينة المشتركة في العملية وشركة «المرساة» الخاصة لإصلاح السفن تحت الماء. ويفترض أن تحصّل مديرية الموانئ من استخدام القاطر «جولان» مبلغ 20 ألف دولار، بجانب أجور الخدمات الفنية التي قدمتها فرقها.
صاحب شركة «المرساة»، الذي يعرفه الملاحون السوريون باسم العم أبو أسامة محمد، ذكر في حديث إلى «الأخبار» أن السفينة الجانحة نحو منطقة صخرية كانت قد حفرت قناة لنفسها وتوقفت فيها، مع أضرار تتمثل بثقوب وشروخ احتاجت الى العمل 20 يوماً على نحو متقطع بسبب الأحوال الجوية المتغيرة. وأضاف محمد ان الفرق السورية تمكنت «بتقنيات ومعدات متواضعة» من إنجاز عمليتَي الإصلاح والقطر اللتين تتطلبان عادة إمكانات قوافل ضخمة وشركات عالمية، وفق تعبيره. وينتظر فرق الشركة، المتخصصة بمد خطوط البترول تحت الماء وإصلاح السدود والقطع البحرية العائمة العائدة للقطاعين العام والخاص، عملٌ متبقٍّ في عمق البحر بعد سحب السفينة أميالاً مقابل شاطئ اللاذقية.