لم تشهد الحدود السورية ــــ التركية شرق نهر الفرات، أمس، تصعيداً واسعاً من الجانب التركي، عدا اشتباك محدود بأسلحة خفيفة في منطقة رأس العين شمال غربي الحسكة، أدى إلى مصرع أحد عناصر «قوات سوريا الديموقراطية»، وفق ما أفادت وسائل إعلام تركية. واكتفت أنقرة بالرد على المواقف الأميركية الخاصة بـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، مؤكدة أن قرار واشنطن الأخير بالتضييق على قادة «حزب العمال الكردستاني» يعد توجهاً إيجابياً، ولكنه غير كافٍ. الرؤية التركية تقترح توسيع التصنيف «الإرهابي» لـ«العمال الكردستاني» حتى يشمل «الوحدات» الكردية و«حزب الاتحاد الديموقراطي». وهو ما أوضحه المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، بالقول إن «محاولات الولايات المتحدة شرعنة (الوحدات الكردية)... وإظهارها على أنها تنظيم منفصل عن (العمال الكردستاني) هي جهود غير مجدية»، مضيفاً أن «ما نتطلع إليه بالدرجة الأولى هو أن تنهي الولايات المتحدة حليفتنا في الناتو، التي نصفها كشريك استراتيجي كامل ارتباطها مع (الوحدات) وحزب الاتحاد الديموقراطي». ومن جانبها، لم تتأخر واشنطن في طمأنة «شركائها» على الأرض في شرق الفرات، عبر التأكيد أنها لا تعتبر «الوحدات» الكردية منظمة إرهابية، مبدية في الوقت نفسه تفهماً لربط تركيا بين «الوحدات» و«العمال الكردستاني». الكلام الذي جاء على لسان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جايمس جيفري، ترافق بتشديد على أن الولايات المتحدة «ستبذل ما في وسعها» لمنع تشكّل أي تهديد لأمن تركيا القومي في الشمال السوري. وقال جيفري إن بلاده تتحرى الدقة في تسليحها «الوحدات» الكردية، إذ تزودهم فقط بأسلحة خفيفة، وهو السبب في عدم إحرازهم تقدماً أمام «داعش» خلال الفترة الأخيرة، على حد زعمه.
انتهى العسكريون الروس من تعديل ثلاث وحدات منظومة «S-300» السورية

المبعوث الأميركي الذي تحدّث أمام مجموعة من الصحافيين عبر اتصال فيديو، أصرّ على أن تراجع «قوات سوريا الديموقراطية» أمام «داعش» في ريف دير الزور الشرقي، لن يستمر بمجرد وصول التعزيزات العسكرية وعودة الغطاء الجوي بعد تحسن الحالة الجوية. وتشير كثافة الغارات التي نفذتها طائرات «التحالف» خلال اليومين الماضيين، والتي قتلت عدداً كبيراً من المدنيين، إلى وجود إرادة أميركية بتعويض بعض النقاط أمام «داعش». ولفت جيفري في حديثه إلى أن بلاده تركّز على تقييد إيران مالياً وكبح نشاطاتها، مكرراً القول إن «على القوات الإيرانية مغادرة سوريا». كذلك أعرب المبعوث الأميركي عن قلق بلاده من تسليم روسيا صواريخ «S-300» إلى الجانب الروسي، موضحاً أن «روسيا كانت متساهلة في مشاوراتها مع الإسرائيليين بشأن الضربات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية داخل سوريا. ونأمل بالطبع أن يستمر هذا النهج المتساهل». وقال إن «إسرائيل لديها مصلحة وجودية في منع إيران من نشر منظومات قوى (أسلحة) طويلة المدى... داخل سوريا كي تستخدم ضد إسرائيل». وفي موازاة الحديث الأميركي عن الدفاع الجوي السوري، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن مصدر ديبلوماسي ـــ عسكري روسي، قوله إن الخبراء العسكريين أنهوا تعديل ثلاث وحدات من منظومة «S-300» وعادوا إلى روسيا، مضيفاً أنه يجري تدريب الطواقم السورية على تشغيلها بعد التعديل.
وعلى صعيد آخر، وعقب انتهاء الفرق الأممية من توصيل المساعدات إلى النازحين في مخيم الركبان، أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية بأن عمّان ستستضيف محادثات أميركية ــــ روسية ــــ أردنية، حول مخيم الركبان. ونقلت عن مصادر روسية تعمل مع الجانب الأردني، أن الأردن يرحّب بحل الخلاف في شأن مصير المخيم بما يمهّد لإغلاقه وإجلاء النازحين منه إلى مناطق أخرى.