أوجز المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف، مجريات ليلة السابع عشر من أيلول في بيان مرفق بخرائط ومحاكاة توضح الحركة الجوية المرتبطة بالحادثة. ووفق البيان، فإن الجانب الإسرائيلي أعطى معلومات عن استعداده لتنفيذ غارات في شمال سوريا، قبل أن يستهدف المنطقة الغربية. وبذلك، لم يترك مهلة كافية لإخلاء منطقة العمليات، إذ نفذت طائراته الغارات بعد دقيقة واحدة من الإبلاغ عنها عبر قناة «منع الاشتباك».وأكد كوناشينكوف أن قائد الطائرة «IL-20» الذي كان في الشمال السوري، تلقى أمراً بإخلاء منطقة المهمة والتوجه جنوباً، ثم العودة إلى قاعدة حميميم، لكن «المعلومات المضللة» الإسرائيلية لم تسمح بإيصال الطائرة إلى منطقة آمنة، لافتاً إلى أن «هذه الأعمال تشكل انتهاكاً واضحاً للاتفاقيات (منع الاشتباك) الروسية ــــ الإسرائيلية الموقعة في عام 2015، والتي توصلت إليها مجموعة العمل المشتركة».
وأوضح أن طائرة إسرائيلية عادت لتقترب من الساحل السوري، وحين تصدت الدفاعات الجوية لها، استخدم طيارها الطائرة الروسية «IL-20» كغطاء، مع معرفة مسبقة منه بأنها ستكون في مرمى الصاروخ السوري، مضيفاً أن «الطيار الإسرائيلي كان يعلم أن روسيا وسوريا تملكان نظامين مختلفين لتحديد الأهداف العدوة من الصديقة».
ولفت إلى أنه بعد إصابة الطائرة وسقوطها، بقيت الطائرات الإسرائيلية في الأجواء لمدة ثلاث وثلاثين دقيقة، ولم يؤكد الجانب الإسرائيلي انسحابه إلا بعد 50 دقيقة، عارضاً تقديم المساعدة في عمليات الإنقاذ. واعتبر أن «البيانات الموضوعية المقدمة تؤكد أن تصرف الطيارين الإسرائيليين أفضى إلى فقدان 15 عسكرياً روسياً، وأنه يدل إما على نقص الحرفية لدى الطيارين أو على الأقل إهمالهم». وقال إن «مناورات الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية في مساء 17 أيلول، تمت في منطقة قريبة إلى مطار حميميم، الذي تستخدمه طائرات عسكرية وطائرات ركاب مدنية. وهذه الطائرات كانت لتشكل خطراً على أي طائرة نقل أو ركاب موجودة هناك».
كذلك نوّه كوناشينكوف إلى أن «الجانب الروسي لم يخرق يوماً الاتفاقية مع إسرائيل، ولم يستخدم يوماً منظومات الدفاع الجوي الروسية المنشورة في سوريا، على الرغم من أن الغارات الإسرائيلية هددت حياة وأمن عسكريين روس». ورأى أنه «في ضوء التعاون البنّاء بين الجانبين الإسرائيلي والروسي في سوريا، من الصعب فهم سبب هذه التصرفات من تل أبيب. هذا رد جاحد جداً على كل ما قامت به روسيا لمصلحة إسرائيل والإسرائيليين أخيراً».