ينتظر أن يبدأ اليوم إجلاء المدنيين والمقاتلين من كفريا والفوعة
وكان لافتاً أمس، كثافة الغارات الجوية على مناطق سيطرة تنظيم «داعش» في بلدات وادي اليرموك، إذ استهدفت غارات بلدات تسيل وعدوان وتل الجموع، بالتوازي مع الغارات في محيط نوى، حيت يتمركز مسلحو «هيئة تحرير الشام». وجاءت هذه الغارات على «داعش» في ضوء محاولاته لاستغلال حالة الفوضى التي ترافق انسحاب المسلحين من بعض البلدات ودخول الجيش، لتنفيذ عمليات انتحارية، كما جرى في زيزون والحارة، سابقاً. وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع رفع العلم السوري في بلدة بصرى الشام، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق «التسوية»، التي تضمنت تسليم السلاح الثقيل والمتوسط. ودخلت قوى الأمن الداخلي إلى البلدة أمس، تمهيداً لإنهاء عملية تسوية أوضاع المسلحين، والعودة التدريجية لمؤسسات الدولة الرسمية.
وبعد معلومات متضاربة عن ارتباط ملف ترحيل مسلحي «تحرير الشام» من الجنوب إلى الشمال، بملفات أخرى تتعلق بالإفراج عن مخطوفين وأسرى، أعلن أمس التوصل إلى اتفاق لإجلاء المدنيين والمقاتلين من بلدتي كفريا والفوعة، إلى مناطق سيطرة الحكومة، إلى جانب تحرير المختطفين الباقين من قرية اشتبرق لدى «هيئة تحرير الشام»، على أن تبدأ اليوم عملية الإجلاء، وفق المعلومات الأولية المتوافرة. وأتى ذلك بعد مرور أكثر من شهرين على تحرير 42 مختطفاً من اشتبرق، وإخراج خمس حالات إنسانية من بلدتى كفريا والفوعة، فى إطار اتفاق مخيم اليرموك، الخاص بمسلحي «تحرير الشام». يومها كان مقرراً إجلاء أهل البلدتين الإدلبيتين المحاصرتين منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ولكنهم رفضوا الخروج لاعتبارات عديدة. وفي المقابل، قالت مصادر معارضة إن الحكومة ستُفرج عن مجموعة من المعتقلين لديها، ممن تحدد أسماءهم «تحرير الشام». وبرغم عدم صدور إعلان رسمي حول هذا الاتفاق، الذي تقول أوساط عدة إنه مدرج منذ مدة طويلة ضمن بنود تفاهمات أستانا، فإن الأهالي والمقاتلين في البلدتين بدأوا التحضيرات لعملية الإجلاء. وفي الوقت نفسه، تشير مصادر داخل البلدتين، إلى استعداد المقاتلين للتعامل مع أي طارئ قد يلغي الاتفاق، كذلك هناك حرص على عدم إتاحة المجال لأي هجوم من قبل المسلحين على البلدتين، خلال عمليات الإجلاء، أو على الحافلات التي ستقلهم إلى مناطق سيطرة الحكومة، إذ سبق أن استُهدفت منطقة تجمع حافلات خرجت من البلدتين، بتفجير سيارة مفخخة، سبّبت استشهاد عدد من المدنيين والمقاتلين.