كان لكلمة أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، وقعاً خاصاً في إسرائيل، إن لجهة التغطية الخبرية التي احتلت النشرات الرئيسية في قنوات التلفزة والإذاعات والمواقع الإخبارية على الإنترنت، أو لجهة تعليق الخبراء والمراسلين العسكريين الذين أسهبوا في شرح مضمونها، والرسائل التي تضمنتها.وعلى خلفية الكلمة، التي وصفت إسرائيلياً بـ«المقلقة جداً» والدالة على جدية إيرانية في الرد على هجمات إسرائيل في مطار «تي فور» السوري قبل أيام وأيضاً بسببها، خرجت وسائل الإعلام العبرية ومراسلوها، دفعة واحدة وبتزامن ملفت، برواية موحدة ومنسّقة حاولت من خلالها المؤسسة العسكرية تحويل اعتداء «تي فور» السوري من فعل عدائي ابتدائي، إلى ردّ فعل على عمل «عدائي» تلقّته هي قبل شهرين، من الجانب الإيراني.
خرجت وسائل الإعلام دفعة واحدة وبالتزامن برواية موحّدة ومنسّقة


بحسب رواية أمس، فإن الطائرة المسيّرة التي قيل إنها إيرانية وأسقطت في الأجواء الفلسطينية قبل شهرين، والتي أعقبها إسقاط الدفاعات السورية طائرة حربية من طراز «أف 16»، كانت (المسيّرة) محمّلة بشحنة مواد متفجرة، وكانت تهدف إلى «الانتحار» فوق أهداف عسكرية إسرائيلية. «الكشف» الذي أريد له أن يكون منفصلاً عن كلمة نصر الله، فشلت إسرائيل في فصله، وكان واضحاً جداً أنه نتيجة الكلمة وبسببها، رغم تشديد الرواية الإسرائيلية على أنه خلاصة تحقيق استمر ما يقرب من شهرين، لكن للمفارقة جاء في موازاة كلمة السيد نصر الله.
وفيما شدد عدد من المعلقين الإسرائيليين على أن «البيان الدراماتيكي» للجيش الإسرائيلي حول حمولة الطائرة المسيّرة الإيرانية يأتي في توقيت حساس جداً وضمن سباق وصراع بين إسرائيل وإيران على المشروعية وعلى اكتساب مكانة رد الفعل على أعمال عدائية، أشارت قناة «كان» العبرية إلى أنّ الإعلان الإسرائيلي عن «المسيّرة» الإيرانية يعدّ رداً على الموقف الروسي الذي اتهم إسرائيل بأنها تعمل على زعزعة الاستقرار في سوريا، بعد هجومها على مطار «تي فور».
عدد من المعلقين الإسرائيليين شدّد على ضرورة التعامل بجدية مع التهديد الذي صدر على لسان نصر الله، وأيضاً التعامل بجدية مطلقة مع التحدي الإيراني ومستواه. ولفت التعليق الإسرائيلي إلى أن الجهود الإيرانية لا تقتصر فقط على تهيئة الرد المباشر على إسرائيل، بل أيضاً على تأليب الموقف الروسي ضدها، مع توفير تسهيلات خاصة للجانب الروسي، الذي تكشّف اليوم (أمس) مع هبوط عدد من المقاتلات الروسية في مطار همدان الإيراني، الأمر الذي يشير، بحسب التعليقات الإسرائيلية، إلى عودة التعاون الوطيد بين الجانبين، ليس تجاه إسرائيل وحسب، بل أيضاً تجاه التوثب الأميركي لتوجيه ضربة عسكرية في سوريا.
القناة العاشرة العبرية أشارت إلى أن ما يجب أن يقلق إسرائيل ليس فقط التهديدات الصادرة على لسان نصر الله، وكذلك التهديدات الواضحة جداً الصادرة عن لسان المسؤولين الإسرائيليين، بل في موازاة التهديدين، البطاقة الصفراء التي رفعتها موسكو في وجه تل أبيب بعد الهجوم على «تي فور»، و«ستكون إسرائيل أمام مشكلة في الهجوم المقبل، لأن فرصة الاحتكاك مع الجانب الروسي ارتفعت بالفعل. الروس أزالوا هذا الأسبوع القناع الذي وضعوه على وجوههم، ليبدوا أصدقاء لإسرائيل، فهم الآن يقفون إلى جانب العدو».