عشيّة الذكرى السنوية السابعة لاندلاع الحرب في سوريا، وفي ظلّ الأجواء المتوترة في دمشق، حيث يدور حديث جدّي عن ضربة أميركية وشيكة ضد سوريا، يستمرّ الجيش السوري بتحقيق الإنجازات الميدانية في المعارك التي يخوضها في الغوطة الشرقية. اليوم، تمكّن الجيش السوري من السيطرة على بلدة سقبا جنوب شرق عربين، بعدما كان قد استكمل، أمس، السيطرة على بلدة حمورية. وفي الوقت الحالي، تجري الاشتباكات على الأطراف الغربية لبلدة كفربطنا، بعدما تمكّن الجيش من التقدّم فيها، والسيطرة عليها وتنظيفها، بنحو كامل.في غضون كلّ ذلك، وعلى مقربة من خط الاشتباك الأبرز في كفربطنا، وتحديداً في بلدة جسرين، مشى الرئيس السوري بشار الأسد بين الجنود والضباط. حيّا المقاتلين الذين دافعوا عن سوريا بوجه كل مشاريع الاحتلال والإرهاب، والذين «غيّروا ميزان العالم»، حسب قوله، وبارك لهم «انتصاراتهم»، بطريقة ظهرت كأنها إعلان نصر على المسلّحين في الغوطة الشرقية. كذلك، التقى الأسد عدداً من مدنيي الغوطة، الذين أُخرجوا من المناطق التي يسيطر عليها المسلّحون، وقد استقبله المدنيون استقبالاً شعبياً بدا عاطفياً في حيٍّ من أحياء جسرين في الغوطة الشرقية، وطمأن الأسد المدنيين قائلاً إن «الدولة عملت وستعمل على تأمين مأوى ومساعدات لهم، ريثما يعودون إلى بيوتهم ومنازلهم». الرئاسة السورية نشرت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو للأسد، وهو يجول على قوات الجيش والمدنيين في الغوطة، ونقلت عنه قوله للجنود: «أنتم اليوم تخوضون معركة العالم ضد الإرهاب، وليس معركة سوريا فقط... كل رصاصة أطلقتموها لقتل إرهابي، كنتم تغيّرون بها ميزان العالم... وكل سائق دبابة كان يتقدم متراً للأمام كان يغيّر الخريطة السياسية للعالم». إلى ذلك، التقى الأسد عدداً من ضباط الجيش السوري في مقر إحدى تشكيلاته المقاتلة على الخطوط الأمامية في الغوطة الشرقية، وفق ما أفادت به الرئاسة السورية، ونقلت الرئاسة عن الأسد قوله للضباط: « نحن فخورون بكم دائماً، ومثلما صنعتم التاريخ بعد الإستقلال، أنتم مستمرون بصناعته اليوم».

إذاً، لم يعد ممكناً للمسلّحين في الغوطة الصمود أكثر، دفاعاتهم التي بنوها على امتداد سنوات الحرب، سرعان ما بدأت تتهاوى أمام ضربات الجيش السوري وتوغّله في مدن غوطة دمشق الشرقية وبلداتها، وبالسيطرة على كفربطنا، تصبح المساحة التي تمكّن الجيش من السيطرة عليها في الغوطة تتجاوز الـ«75%». السيطرة على القرى والبلدات، مكّنت الجيش من فتح ممرّات آمنة لإخراج المدنيين من مناطق العمليات إلى مناطق آمنة تحت سيطرة الدولة السورية. مركز المصالحة الروسي أعلن، اليوم، خروج أكثر من 20 ألف مدني صباحاً، عبر الممر الإنساني في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية. وأكد المتحدث الرسمي باسم المركز، اللواء فلاديمير زولوتوخين، أنه «حتى الساعة 10.00 صباحاً، خرج أكثر من 20 ألف عبر الممر الإنساني في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، وخروج الناس مستمر». وتعدّى إجمالي عدد الخارجين خلال عمل الممرات الآمنة 68 ألف شخص، بحسب مركز المصالحة الروسي.
في السياق ذاته، جرى الحديث عن مهلة تنتهي الليلة، أعطاها الجيش السوري للمسلحين في مدينة حرستا، لتحديد خياراتهم بشأن الخروج من المدينة المحاصرة نحو مناطق أخرى في الشمال السوري، ويرجّح أن تكون محافظة إدلب هي التي سيختار المسلّحون هناك، المحسوبون على أحرار الشام، الخروج إليها. وبينما تجري مفاوضات جدية بين الجيش السوري وفصائل المسلحين، كل على حدة، للوصول إلى اتفاق يقضي بخروجهم من المنطقة، شهدت الغوطة الشرقية انخفاضاً في الأعمال العسكرية، وذلك وفق ما يرى مراقبون، بهدف فتح المجال أكثر نحو الوصول إلى نتائج جدّية في المفاوضات.