غزة | في غزة تعب كثير: أعباء المنزل، الحصار، العمل. والعمل هنا ليس «وظيفة حكومية» بالضرورة، أو في «مؤسسة دولية كبيرة». إنه عمل شاق وقاس، يشبه حياة «الغزيات». في غزة، تكافح المرأة من أجل العمل، ولكنها بالكاد تنجح. ففي آخر إحصاء أجراه «جهاز الإحصاء المركزي»، لا يزال التفوق للذكور بنحو أربعة أضعاف (إذ تبلغ مشاركة المرأة في العمل 17,3%)، مع وجود فجوة في معدلات الأجرة اليومية بين الإناث والذكور، إذ بلغ معدل الأجر اليومي للإناث 81.2 شيقل وعند الذكور 100.1 شيقل العام الماضي.
وهذا ينعكس بدوره على معدل البطالة، فهو عند الإناث (35%) أعلى منه عند الذكور (20,6%). مع ذلك، لم تمنع هذه النسب والأرقام المرأة الغزية من إشغال نصف الوظائف الحكومية. فبحسب ديوان الموظفين العام بغزة، يصل عدد الموظفات «الحكوميات» إلى عشرة آلاف، على أن أعلى نسبة موجودة في وزارة التعليم.




تحتّج الفوتوغرافيّة الشابة ريهاف البطنيجي (الصور بعدستها) (1990) على واقع ظروف قطاع غزة الأليمة خاصةً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وذلك بتجنبها مشاهد المعاناة واصطياد الجمال في المدينة المحاصرة منذ سبع أعوام. في الحرب، كانت تتسمّر أمام نافذة غرفتها، تصوب عدسة كاميرتها نحو زرقة السماء. وفي غزة، يعيق المجتمع الذكوري أحياناً عدسة ريهاف. هكذا، رسمت مشاهد لم تتمكن هي من تصويرها. فتيات غزيّات بوجوه جميلة وشاحبة، ملامحها متشابهة وصاحباتها بأذهانٍ شاردة.