«العب يا برج العب يا برج»، عبارة ملأت ملاعب كرة القدم في فترة التسعينيات. ففي مطلع هذا العقد، صعد فريق البرج إلى بطولة الدرجة الأولى. حينها عاد اسم آل رحال إلى الواجهة الكروية. فبعد سهيل وعباس رحال قبل الحرب اللبنانية، جاء دور الجيل الجديد مع أولاد الحاج عباس الأربعة حسن وحسين وعلي وفضل رحال.
الأربعة المميزون حملوا فريق البرج على أكتافهم وأحرزوا معه كأس لبنان عام 1993 وجعلوا منطقة البرج تعيش أجمل أيامها الكروية، فلم يلعبوا لغير نادي البرج حتى اعتزلوا واحداً تلو الآخر، علماً أن حسن تلقى عرضاً من النجمة في أيام المدرب الهولندي يان ماك. هذا العام شهد اللقب الأول للبرج حين فاز على هومنمن 4 - 1 في المباراة النهائية. الأخ الأكبر حسن (مواليد 1967) سجّل هدفين، وهو كان الأكثر تميزاً في مسيرة آل رحال، حيث أحرز لقب هداف الدوري عام 95 الذي كان أيضاً عاماً ذهبياً بالنسبة إلى فريق البرج، حين حلّ ثالثاً في البطولة وأنهى مرحلة الذهاب من دون أي خسارة.

وإذا كانت المباراة النهائية لكأس لبنان عام 93 هي الأجمل في ذاكرة حسن رحال، فإن نصف نهائي عام 94 يُعَدّ الأقسى بالنسبة إلى الكابتن حسن. ففريقه خسر بركلات الترجيح 13 - 12 بعد التعادل 1 - 1، وحينها سجّل هو هدف فريقه في مرمى الحارس الرائع أحمد الصقر.
مشواره انطلق مع البرج عام 1985 وصعد معه إلى الدرجة الأولى عام 1990 واستمر مع الفريق حتى عام 1998 بعدما منعته الإصابة بالرباط الصليبي من إكمال مشواره. ما زال حسن رحال يندم لعدم سماع نصيحة الدكتور علي شمس الدين بإجراء العملية. هذا المشوار في ملاعب كرة القدم لم يُستكمَل بالتدريب كما هي العادة، فبالنسبة إلى الكابتن حسن، من الأفضل أن تكون لاعباً ألف مرة من أن تكون مدرباً مرة واحدة. «فحين تخسر الجميع ينسى كل ما حققته ولا يتذكرون سوى الخسارة».
مشوار آل رحال مع البرج انتهى تقريباً في عام 2000، فحسن رحال أسس شركة لتأجير السيارات، أما شقيقه حسين (1970) فهو موظف في «الليبان بوست»، في حين أن شقيقه علي (1974) يعمل في السجل العقاري في بعبدا، فيما اختار فضل (1974) السفر إلى الولايات المتحدة وأسس عملاً خاصاً.
واللافت أن علاقة آل رحال بكرة القدم اللبنانية انقطعت من لحظة الاعتزال، وخصوصاً حسن الذي لم يعد يتابع الدوري اللبناني ولا يمكنه حتى أن يتذكر اسم أي لاعب لفت نظره في الفرق اللبنانية. حتى مسيرة منتخب لبنان في السنوات الأخيرة لم تنجح في جذب اهتمامه. ولا يخفي رحال أسفه على حال نادي البرج الذي أصبح حالياً في الدرجة الرابعة. فهذا النادي يشكّل جزءاً من حياة آل رحال ومن أهالي منطقة البرج. أما السبب الرئيسي وراء تراجع النادي، فهو غياب المال. فبالنسبة إلى هداف نادي البرج، المال هو عصب النادي، والسبب الرئيسي وراء استمراريته. «كثيرون لديهم ملاحظات على أسلوب عمل عمي سهيل، لكن في النهاية كان يصرف على النادي من جيبه ويسعى إلى توفير المال». ولا يزال الكابتن حسن يذكر كيف كانوا يجمعون التبرعات والأموال من الأهالي، هؤلاء الذين أقفلوا الشوارع من مخيم البرج حتى التحويطة حين عاد الفريق بكأس لبنان، وهؤلاء شاهدوا فريقهم يتراجع سنة بعد أخرى.


ورغم انقطاع العلاقة بين آل رحال والكرة اللبنانية، إلا أن مقر النادي في البرج قرب عين السكة ما زال يجمع الأصدقاء ورفاق الزمن الجميل. «ما زلت أرى صديقي وأخي محمد السيد، وكذلك محمد برجاوي ومحمود غملوش وحسن حمدان. لكن الجميع ابتعدوا عن كرة القدم».
رحال تأخر في دخول القفص الزوجي، حيث تزوّج هذا العام وينتظر «تالين»، وحين تسأله لو رُزق ولداً، فهل يسمح له بممارسة كرة القدم؟ يكون جوابه سريعاً: «أكيد». فهذه اللعبة تسري في دماء العائلة من الأخوين رحال إلى رباعي الجيل الثاني، وحتى إلى جيل جديد قد يبصر النور لاحقاً. صحيح أنه هجر كرة القدم، لكنه ليس نادماً على ممارسته هذه اللعبة، فهو أعطاها وهي أعطته ذكريات لا يمكن أن تُمحى أبداً.