رغم الحشد الشعبي الذي رافق جنازة الراحلة صباح نهار الأحد الماضي من «كاتدرائية مار جرجس» في وسط بيروت إلى قرية بدادون (محافظة جبل لبنان) مسقط رأسها، إلا أنّ لحظة الوداع كانت تفتقد لهويدا ابنة «الشحرورة» (الأخبار 1/12/2014). وسط ضجّة اللقاء الأخير مع الصبوحة والحزن الذي عمّ الأجواء، لاحظ الجميع غياب الابنة الوحيدة للراحلة من زوجها الملحن المصري أنور منسي، متسائلين عن الأسباب التي دفعت هويدا إلى عدم حضور هذه المناسبة. على إثر ذلك، انتشرت أخبار عدّة حول عدم مجيء هويدا إلى جنّاز صاحبة أغنية «يانا يانا»، وكثرت التحليلات التي لم ترحم الابنة الغائبة، الأمر الذي أدّى إلى انزعاج العائلة.
في هذا الإطار، يؤكد خبير التجميل ومصفّف الشعر جوزف غريب الذي كان مقربّاً من الشحرورة في حديث لـ «الأخبار» أنّ «هويدا غابت عن جنّاز والدتها لأنّها مريضة ومنهارة بسبب رحيل أمّها». ويضيف أنّه «للأسف في لبنان تكثر الإشاعات والأخبار في لحظات الموت، ولا أحد يحترم رحيل الصبوحة الذي شكّل فاجعة لمحبيها». وعمّا إذا كانت هويدا ستزور لبنان قريباً، يجيب غريب بأنّه «لا أعلم ذلك، حالياً نحن منشغولون بتقبّل التعازي».
على خط موازٍ، تشير معلومات من مصادر مقرّبة من عائلة «الصبوحة» إلى أنّ هويدا «موجودة في الولايات المتحدة منذ سنوات عدّة، وستحضر الجنّاز الذي سيقام لمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل والدتها». وتضيف المصادر نفسها أنّها «تعاني من فوبيا الأماكن المزدحمة والمغلقة، ولا تحبّ الوجود في مكان مكتظ وعبر الإعلام، لذلك فضّلت أن تودّع والدتها بهدوء».
وشدّدت المصادر على أنّ «العائلة منزعجة من الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام، خصوصاً أنّ بعضها حرّض على هويدا وأساء إليها، وكان ظالماً بحقّها»، نافيةً وجود خلاف بين الراحلة وابنتها، لافتة إلى أنّ «العلاقة بينهما كانت جيّدة».
بدورها، وضعت المخرجة كلودا عقل ابنة شقيقة صاحبة أغنية «زيّ العسل» كل الإشاعات عند حدّها، وكتبت على صفحتها على «فايسبوك» التي سبق أن خصصتها لصباح أنّ غياب هويدا «يعود إلى إصابتها بصدمة عصبية منعتها من السفر إلى لبنان لحضور جنازة والدتها»، نافيةً ما تردّد حول المشاكل المادية التي منعت الابنة من السفر إلى لبنان، قائلة: «ليست بحاجة إلى الأموال كما أشيع. عرض عليّ أكثر من شخص أن يُحضر هويدا من الولايات المتحدة على نفقته الخاصة، لكن ليس الموضوع مادياً أبداً».
إذاً، لم تحضر هويدا دفن والدتها، لكن الإعلام لم يرحمها أبداً ولم يترك لها فرصة لإعطاء الحجج التي دفعتها إلى الغياب. فهل تصدق التوقعات وتصل الابنة إلى بيروت قريباً لحضور أربعين والدتها؟ أم تبقى في الولايات المتحدة، فاتحة مجدداً الباب أمام موجة جديدة من التعليقات السلبية؟