يحتار اللبنانيون ماذا يتمنون. هل يصلّون لاستسقاء المطر، أم يناشدون الشتاء العبور سريعاً. خياران أحلاهما مرّ، ولكلّ منهما تكاليفه. المزارعون ينتظرون نقطة مياه تروي أراضيهم من جهة، ويبحثون عما يقيهم البرد من جهة ثانية. في الماضي القريب، كانوا يهربون من غلاء أسعار المازوت إلى الحطب. أما اليوم، فباتت هذه المادة صعبة المنال. يكاد يحتكرها الأغنياء لإشعال مدافئهم الكبيرة (الشومينيه)، فيما يبحث الفقراء عن بقايا الأغصان اليابسة والأخشاب المصنّعة. وفي الحالتين، تعيش الأحراج تهديداً حقيقياً.
البحث عن الدفء، يتيح ولادة مهن عديدة، منها صناعة الفحم. وهي تولد بشكل غير شرعي أحياناً، يعيش أصحابها في «الشحار» ليؤمنوا مبالغ ضئيلة. في المقابل، يعيش تجّار السجاد موسمهم القصير عارضين لوحات من الصوف والحرير.. والنايلون.
لا برد في ساحل العاج، لكنّ حياة اللبنانيين هناك ليست وردية. لا تمطر السماء مالاًً كما نعتقد، وضريبة الغربة ليست أرحم من الضريبة على القيمة المضافة.

(بلدي)