هو الجناح الطائر في نادي الأنصار، وأحد أهم العناصر الذين أسهموا في صناعة أمجاد النادي وألقابه في فترة التسعينيات. هو محمد مسلماني الـ«وينغ اليمين» في الفريق الأخضر وفي منتخب لبنان. ابن بلدة كونين الجنوبية الذي حُمل على الأكتاف لمواسم كروية عدة بعدما حمل ناديه على أكتافه أيضاً، لكن في النهاية لم يستطع النادي حمل لاعبه بعد تقاعده.
عام 1998 سجّل نهاية مشوار «أبو سعيد» مع الأنصار وفي ملاعب كرة القدم، وذلك بعدما تعرض لإصابة في ظهره واحتاج إلى عملية جراحية لزرع العظام. أجرى مسلماني العملية في بيروت بناءً على تقرير من رئيس اللجنة الطبية في النادي الدكتور نور الدين الكوش، وذلك رغم الحاجة إلى إجرائها في سويسرا، نظراً إلى حساسيتها. لم تنجح العملية عامذاك، فانتهى مشوار الفتى الذهبي في النادي ليبدأ مشوار المعاناة لتأمين لقمة العيش.
«أبو سعيد» الذي يبلغ من العمر 45 عاماً (مواليد 6/12/1969) عاطل من العمل حالياً، وهو أب لثلاث بنات وينتظر مولوده الذكر قريباً، حيث إن زوجته حامل في شهرها الخامس. لكن المولود لن يحمل اسم سعيد، رغم أنه لقب رافق لاعب الأنصار طوال عشر سنوات، علماً بأن والده هو من أطلق عليه اسم «أبو سعيد» من دون معرفة سبب ذلك. بعد اعتزاله القسري، عمل مسلماني لفترة في قطاع السياحة كمرافقٍ لسياح خليجيين. لكن بعد الأحداث في سوريا تراجع عدد هؤلاء السياح، فأصبح مسلماني يقضي معظم وقته في منزله الواقع في الشارع العريض في حارة حريك، أو مع صديق العمر عباس فحص، كما يصفه لاعب الأنصار السابق، حيث يلتقيان يومياً في مطعم الساحة.
«أبو سعيد» هجر كرة القدم اللبنانية منذ لحظة فراقه مع نادي الأنصار. هذا النادي الذي قدّم له مسلماني زهرة شبابه على مدى عشرة أعوام وأحرز معه العديد من الألقاب. ومسلماني لا يتابع كرة القدم إلا نادراً، لكنه ما زال يلتقي زملاءه من الجيل الذهبي مثل عصام قبيسي وخضر برجاوي «طابللو» وحسن أيوب وفادي علوش. الأخير لا يمكن أن ينسى «المسلماني»، وهو الذي سجّل عشرات الأهداف من صناعة «أبو سعيد» السريع على الجهة اليمنى. بالنسبة إلى جناح الأنصار، يبقى النادي بيته الثاني، رغم أنه لم يعد يعرف أحداً من اللاعبين أو من أعضاء اللجنة الإدارية باستثناء الرئيس نبيل بدر الذي يتحدث عنه مسلماني باحترام، حيث التقاه مرتين وشعر بأنه يحب النادي ويريد أن يعيده إلى منصات التتويج. لكنه في الوقت عينه يتحدث بغصة عن طريقة تعامل النادي معه وعدم الاهتمام به وبزملائه، وتحديداً عبد الفتاح شهاب، حيث تخلى المسؤولون السابقون عن لاعبيهم وتركوهم للمجهول.

لم يبقَ لملسماني سوى الذكريات الجميلة مع جمهور النادي الذي ما زال يستقبله بالترحاب حين يزور منطقة الطريق الجديدة معقل الأنصار، وتحديداً ساحة الملعب البلدي التي لطالما احتفل فيها الأنصاريون مع «أبو سعيد» وزملائه بالألقاب والكؤوس على وقع أغانٍ كثيرة أجملها «زينوا الساحة...».
لكن بالنسبة إلى لاعب كرة القدم، لا يمكن هذه اللعبة أن تصبح لا شيء بالنسبة إليه، فهو ما زال يتابعها من خلال البطولات العالمية، ويشجع فريق بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا، ويعتبر فوز الأخير بلقب كأس العالم يوماً تاريخياً بالنسبة إليه. ويشجع برشلونة الإسباني كفريق ثانٍ بعد البايرن.
محلياً، تابع مباريات منتخب لبنان والإنجازات التي حققها، لكنه أسف للنهاية التي وصل اليها، وخصوصاً على صعيد المراهنات، مستغرباً أن يبيع لاعب قميص بلاده. «أيامنا لم تكن تلك الآفة موجودة. كنا نلعب للقميص ولا ننتظر مقابلاً» يقول مسلماني.
أما على صعيد اللاعبين المحليين وحين تسأله عن اسم لاعبَين يرى مسلماني أنهما مميزان حالياً، فيجيب سريعاً، عباس عطوي «أونيكا» الذي يعتبره أفضل لاعبي لبنان، وحسن معتوق.