القاهرة | على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية، صوّر الممثلان المصريان نور الشريف وشريف رمزي بعض المشاهد الأخيرة من فيلم «بتوقيت القاهرة» (كتابة وإخراج أمير رمسيس). الشريط هو الأوّل الذي تشارك فيه النجمة ميرفت أمين إلى جانب نور الشريف بعد مرور 13 عاماً على «أولى ثانوي» (2001) الذي كتبه وأخرجه محمد صلاح أبو سيف)، علماً بأنّ الثنائي سبق أن جُمعا في 28 فيلماً.
ويضم «بتوقيت القاهرة» مجموعة من النجوم؛ بينهم التونسية درّة، والمصريون: سمير صبري، أيتن عامر، كريم قاسم وآخرون.
عملية التصوير توقفت أخيراً بسبب سفر الشريف إلى الإمارات لحضور فعاليات «مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي»، قبل أن تُستأنف يوم الثلاثاء الماضي، فيما يؤكد أمير رمسيس أن استكمال العمل في الإسكندرية سيبدأ اليوم، على أن ينتهي نهائياً بعد غدٍ الاثنين. هنا، يلفت الأخير إلى أنّ الوقت الذي استغرقه العمل على الشريط «قياسيّ» (بدأ في 30 آب (أغسطس) الماضي)، عازياً ذلك إلى التزام فريق العمل وعلى رأسهم نور الشريف.
لكن، ماذا عن الوعكة الصحية التي ألمّت بالأخير وأفقدته عشرين كيلوغراماً من وزنه؟ «لم نتعمّد إرهاقه وحرصنا على حالته الصحية، وخصوصاً أنّ العمل هو الأوّل له منذ مرضه، وقد ساعدتنا خبرته الكبيرة على ذلك»، يقول أمير رمسيس. ويشير إلى أنّه ذُهل بمهنية وانضباط ميرفت أمين، موضحاً أنّه فوجئ بـ«الراحة الكبيرة التي شعر بها في التعاون مع أشخاص من هذا الجيل. فرغم أنّ نور الشريف فنان كبير ومخرج محنّك، إلا أنّه يستطيع الفصل بين الاثنين بكل بساطة، وقادر على الالتزام بملاحظات المخرج الذي يعمل تحت إدارته».
في هذا السياق، يلفت كاتب ومخرج «بتوقيت القاهرة» إلى أنّ الفيلم سيُعرض في موسم إجازة منتصف العام الدراسي في كانون الثاني (يناير) المقبل، مشدداً على أنه «متفائل جداً نظراً إلى شوق الجمهور إلى أعمال تختلف عن تلك التي تزدحم بها دور العرض المصرية».
تدور أحداث الفيلم في يوم واحد حول مجموعة من القصص الإنسانية التي تعبّر عن الواقع الذي يعيشه المصريّون، منذ ثورة 25 يناير حتى 30 يونيو، وترصد تأثّر المجتمع والبيئة في المحروسة بما حدث من تغييرات سياسية واجتماعية.
ينتهي التصوير
بعد غدٍ الاثنين


يُعرض في موسم إجازة منتصف العام الدراسي في كانون الثاني (يناير) المقبل




وفي ما يتعلّق بالأدوار والأحداث التي يتضمنها الشريط، يكشف أمير رمسيس أنّ كل الشخصيات هامّة، حتى لو كانت مدّة ظهورها صغيرة، و«أسعدني كثيراً تقابل الأجيال وتلاحمها، إذ يلعب الكبار أدوار البطولة كما الشباب، وهذا ما تعمّدته عند كتابة السيناريو، لكي يكون النص عادلاً وجامعاً».
في «بتوقيت القاهرة» يؤدي نور الشريف شخصية رجل يعاني من مرض الزهايمر، ويمرّ بظروف صحية سيئة جداً. الرجل له ابن (كريم قاسم) وابنة (درّة) تربطه بها علاقة قوية جداً. فهي تمثّل له الحنان، كما أنّها الإنسانة الوحيدة التي تفهمه في العالم. في المقابل، الابن لا يقدّر والده ولا يتفاعل معه إطلاقاً.
الوالد الذي يعيش في مدينة الإسكندرية، يقرّر فجأة أن يذهب إلى القاهرة ظنّاً منه بأنّ هناك امرأة كان يحبها تنتظره. وفي طريقه، يقابل شاباً يعمل في تجارة المخدرات (شريف منير)، وتنشأ بينهما علاقة مودة تساهم في حل مشاكلهما الصعبة وتغيّر مسار الأحداث. على خط موازٍ، تجسّد ميرفت أمين دور فنانة انحسرت عنها أضواء الشهرة وتعاني من آلام الوحدة وجفاء الأبناء.
ويختتم رمسيس حديثه بالقول إنه تعاون في هذا الفيلم للمرّة الأولى مع المنتج سامح العجمي. أما على الصعيد المالي، فيشدد على أنّه رغم الأزمات الإنتاجية الطاحنة التي تمر بها السينما المصرية في الفترة الأخيرة لأسباب عدّة، كان النجوم «شديدي التعاون ولم يبالغوا في أجورهم، للمساعدة في خروج العمل إلى النور. حتى إنّ نور الشريف قبل بأجر رمزي، رغبة في دوران عجلة الإنتاج السينمائي وعدم توقف هذه الصناعة العريقة في البلاد».