لم يكن موسم 2013 - 2014 كغيره من المواسم بالنسبة إلى مازن وزينة عرقجي. ففي هذا الموسم نال نجلهما وائل عرقجي جائزة الراحل روني أبو جودة كأفضل لاعب ناشئ، ليقدم لاعب الرياضي نفسه نجماً للمستقبل، وهو في عمر العشرين عاماً. علاقة وائل عرقجي بكرة السلة بدأت حين كان يبلغ من العمر أربع سنوات، حيث كان يتابعها على التلفزيون، حتى قام والده بتسجيله في النادي الرياضي، وهو في سن الخمس سنوات قبل أن ينتقل إلى أكاديمية «هارلم» بعد ثلاث سنوات، واستمر فيها حتى بلغ من العمر 14 عاماً.
خلال هذه الفترة التقى عرقجي بالمدرب أحمد فرّان الذي له الفضل في اكتشاف وائل ووصوله إلى أن يكون أفضل لاعب ناشئ في لبنان. طبعاً، دون إغفال دور والده الذي تعب معه كثيراً ورافقه مع والدته في جميع مراحل حياته، كما يقول عرقجي.
انتقال فران إلى الرياضي أسهم في عودة عرقجي إلى النادي «الأصفر»، حيث انتظر فرصة قدمها له المدرب السلوفيني سلوبودان سوبوتيتش، حين أشركه في بعض المباريات، كانت إحداها المفضلة له، حين لعب في «فاينال فور» الموسم الماضي أمام بيبلوس وسجل السلة التي مكنت فريقه من الفوز في إحدى مباريات السلسلة. وإذا كانت هذه المباراة هي الأجمل في ذاكرته، فإن مشاركته أمام الحكمة قبل عامين في غزير تُعَدّ الأسوأ بنظر عرقجي. حينها شارك وائل لأربع دقائق كانت كارثية بالنسبة إليه.
المركز رقم «1» هو الذي عرفه الجمهور من خلاله. أما سبب اختياره هذا المركز فيعود إلى نصيحة قدمها له فران حين كان في هارلم. فهو كان يلعب في المركز 2 - 3، لكن معظم زملائه في هذا المركز كانوا يتقدمون عليه بالطول ويكسبون السنتيمترات، فيما كان طول قامة عرقجي ثابتاً. حينها نصحه فران باللعب في هذا المركز الذي يتناسب مع طوله فبرع فيه وأحبه، رغم أنه عاد واكتسب طول قامة (طوله 193 سم ووزنه 85 كلغ). بالنسبة إليه، علي محمود هو لاعبه المفضل في لبنان، في حين أن السلوفيني غوران دراغيتش لاعب فينكس صنز هو مثله الأعلى عالمياً.
خلال الحديث الذي هو الأول لعرقجي مع صحيفة عربية، يمرّ صدفة مدير الألعاب في الرياضي والرجل التاريخي فيه جودت شاكر. لا يستغرب «أبو حسن» إجراء مقابلة مع عرقجي حالياً، لكن نجومية اللاعب ستظهر بعد سنتين. يفخر شاكر بأنه هو من وقف في وجه قرار الإدارة بإعارته إلى نادي هوبس قبل سنتين. «قلت لهم حينها هذا لاعب ممتاز ويجب أن يبقى في الرياضي».
يرتدي عرقجي القميص رقم 16، وحين تسأل عن السبب، يأتي الجواب بأنه «هو الوحيد الذي كان متاحاً. أنا أحب الرقم خمسة، لكنه مخصص لزميلي أمير سعود».
بالنسبة إلى عرقجي، كرة السلة هي كل شيء في حياته. لكن بالنسبة إلى والديه، فإن مستقبله المهني وتحصيله العلمي في الجامعة اللبنانية الأميركية (Finance) أيضاً له أهميته، وهو بالتالي سعى للجمع بين الاثنين.