ناصيف الياس. اسمٌ لبناني أصيل أصبح أكثر أصالة بعدما زيّن لاعب الجودو البرازيلي المولد عنقه بميدالية فضية في دورة الالعاب الآسيوية الـ17 المقامة في مدينة إنشيون الكورية الجنوبية.اسمٌ مألوف وعائلة مألوفة بين العائلات اللبنانية، لكن ناصيف الياس ليس مألوفاً عند متابعي الرياضة في لبنان، رغم أن هذا الشاب الذي يصادف اليوم عيد ميلاده الـ26، يفترض اعتباره أحد أبرز نجوم الرياضة اللبنانية الى جانب أولئك الذين طبعوا ألعاباً أخرى بطابعهم الخاص، إن كان في كرة القدم أو كرة السلة والراليات وغيرها.

ببساطة، السجلّ الذي طبعه الياس في مسيرته حتى الآن يجعله ينافس بنجوميته أمثال رضا عنتر وفادي الخطيب وروجيه فغالي وغيرهم. ومن دون شك بميداليته الآسيوية هذه يمكن تنصيبه أفضل رياضي في لبنان لسنة 2014.
اسمه الكامل الياس ساثلر ناصيف جونيور، وهو من مواليد 29 ايلول عام 1988 في مدينة فيتوريا البرازيلية حيث يعيش حالياً. صاحب لقب «الكلب المجنون» بين أقرانه من لاعبي الجودو عرف شهرة واسعة في البرازيل بفعل تحقيقه نتائج مميزة في مشاركاته المحلية والخارجية، حيث حمل ألوان المنتخب البرازيلي أيضاً من دون أن يتوانى عن الذهاب الى تمثيل بلده الأم، أي لبنان، عندما سنحت له الفرصة.
لا ينافس الياس في وزنٍ سهل (دون 81 كلغ)، لكنه يردّد عبارة واحدة تشير الى إصراره الدائم على بلوغ ما يصبو اليه: «الرجل المنافس هو حجم حلمك». وفي هذه العبارة إشارة واحدة إلى أنه مهما كانت قوة المنافس وحجمه فإن الامر يستحق العناء لأنه كلما تغلبت على لاعبٍ من مستوى أعلى حصلت على مركزٍ متقدّمٍ اكثر.
الاعوام الخمسة الاخيرة كانت مثمرة جداً بالنسبة الى هذا البطل اللبناني، حيث لمع اسمه في البرازيل عندما مثّل البلاد في العاب «لوسوفوني» (Lusophony Games) التي تجمع بين البلدان الناطقة باللغة البرتغالية، حيث حصد الميدالية الذهبية. كذلك، حصل على اللقب الاميركي الجنوبي، الى ميداليات ذهبية وفضية في جولات كأس العالم بين فنزويلا والسلفادور والبرازيل وميامي، حيث ظفر الشهر الماضي بالميدالية البرونزية ممثلّاً للبنان.
صحيح أن الياس دافع عن الوان المنتخب البرازيلي، لكن مع تحوّله ليحمل ألوان لبنان لفت الانظار بشكلٍ أكبر، حيث كانت المفاجأة لدى كثيرٍ من المتابعين للجودو في العالم عند رؤيتهم العلم الذي تتوسطه الأرزة متقدّماً على بلدانٍ عريقة في هذه الرياضة، على غرار ما حصل في «الآسياد» حيث تقدّم لبنان على اليابان بفضل بطله الذي خسر في النهائي أمام بطل آسيا 7 مرات والعالم 3 مرات وحامل ذهبية اولمبياد لندن عام 2012 الكوري الجنوبي كيم جاي - بوم. إنجازٌ ربما كان متوقعاً بعدما حلّ صاحب الميدالية الذهبية في دورة الالعاب الفرنكوفونية في المركز السابع في بطولة العالم التي أقيمت أخيراً في شيليابينسك الروسية.
صحيح ان الياس لم يتمكن من نسخ إنجاز بطل الوثب العالي جان كلود رباط الذي توّج بالذهبية في «آسياد 2006» في الدوحة، لكنه فتح الباب مجدداً أمام ضرورة استقطاب المواهب المغتربة والاستفادة منها، وخصوصاً تلك التي ترتبط عاطفياً ببلاد الأرز، والدليل ما يعبّر عنه ناصيف الياس حول إنجازه: «لعبت للفوز بالميدالية الذهبية من أجل بلادي، ومن أجل جعل الشعب اللبناني فخوراً، لكنني حصلت على فضية تاريخية أمام بطلٍ للعالم وللأولمبياد. أريد أن أشكر جميع اللبنانيين الذين دعموني، وأشكر أيضاً الاتحاد اللبناني للجودو ورئيسه فرنسوا سعادة، ومدربي غابريال فيسنتيني». ويختم: «أعد الجميع بأنني سأتدرب بشكلٍ أفضل لبلوغ حلمي المتمثل في الحصول على ميدالية أولمبية».