في بلادي أسرى من نوعٍ آخر. هم أسرى رياضيون ذنبهم انهم علّقوا في شباك قانونٍ رث يجعلهم رهائن في ملاعب ذات مساحةٍ خضراء يفترض ان تكون مساحةً لصناعة الافراح لا الاتراح.هو نظام تواقيع اللاعبين في كرة القدم اللبنانية، الذي لا يزال يدور في فلك الهواية رغم اخذ الكل خطوةً نحو الاحتراف، ولو انها غير مباشرة.

كثرٌ هم اللاعبون الذين دفعوا الثمن غالياً في عملية الاسر التي عاشوها، منهم منذ تفتح عيونهم على ملاعبنا وانديتها. حالة قرف اصابت البعض فتركوا اللعبة نحو هجرةٍ قسرية او نهائية.
في بلادي يأتي غالبية لاعبي كرة القدم من بيئة فقيرة بغية تحصيل لقمة العيش في تخصصٍ لم يتلقوا تعاليمه في الجامعات او المدارس، بل في الحارات والازقة والساحات، ليجدوا انفسهم بعدها في سجنٍ لا يقدرون على الخروج منه ساعة يشأؤون.
قد لا يعجب هذا الكلام الغالبية الساحقة من الاندية، لكن هذه الاندية ايضاً باتت تعاني ظلم النظام البالي، فتخسر مردوداً كبيراً في حالاتٍ عدة، ابرزها عند توجّه احدهم الى الاحتراف غير مكترثٍ برأي ناديه.
المهم ان الكل في مستنقع واحدٍ، ضمن اطارٍ حساس لا يهوى البعض ان ننظر اليه او ان نغوص في تفاصيله، لكن الايجابية اليوم يمكن لمسها عند اطرافٍ يبدو عددها اكبر من ذاك الذي يجمع السلبيين، فأقلّه ان اتحاد اللعبة مستعدٌ لدعوة انديته الى اقرار قانونٍ جديد يأخذ الكرة اللبنانية الى مرحلة أخرى، ادارية، لكنها ستفرز من دون شك نتائج فنية في المستقبل القريب.