هيا بنا إلى البحر. لا يحتاج الأمر إلى دعوة، وخصوصاً أنها متأخرة. فقد ازدحمت الشواطئ اللبنانية بروّادها منذ مطلع الشهر الفائت. ليست غريبة هذه العلاقة التي تربط الناس بالبحر، هذا الأزرق الكبير الذي يحتضن حياة ثانية لا نعرف إلا القليل عن أسرارها.

ألوانه التي تلاعبها الشمس كيفما شاءت على مدى ساعات النهار، رياضاته واسترخاءاته، أجواؤه الاجتماعية وصراخ روّاده، كلّها أمور تجعل منه صديقاً يصعب التخلي عنه. حتى لو حذّر الكثيرون من «غدره»، يبقى الساحر الأقوى في ميدانه مستقطباً الناس من مختلف الأذواق والاهتمامات إلى محاولة اكتشافه. نشاطات كثيرة يمكن أن يمارسها الراغبون في الاستفادة من فصل الصيف تتجاوز السباحة والتعرّض للشمس، نتعرّف إليها اليوم في بلدي، كما نتعرّف إلى جزء من تاريخ بيروت من خلال نادي «السبورتينغ» الشهير، ونطلّ على شاطئ صور الذي يحظى بسمعة جميلة تجعله الأكثر ارتياداً خلال هذا الفصل.
لكن يبقى أن هذا الأزرق الكبير، الذي يفتح ذراعيه على وسعهما للناس، لا يزال يشكل حلماً لكثيرين لا تتيح لهم ظروفهم الوصول إليه، ولا حتى السباحة في مياهه بسبب التعدّيات والاحتكارات... وبعد المسافات.

(بلدي)