صدفةٌ جمعتني بنجم منتخبنا الوطني حسن معتوق عقب وصوله إلى بيروت قادماً من الإمارات للالتحاق بصفوف «رجال الأرز» استعداداً لمواجهة الكويت، الخميس، في مستهل مشوار التصفيات المشتركة الخاصة بكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 لكرة القدم.وطبعاً وكأي لقاءٍ مع أحد محترفينا العائدين الى أرض الوطن، يكون الكلام عن المنتخب وحظوظه في التصفيات على رأس العناوين لأي حديث، فكيف الحال إذا كانت الموقعة المقبلة هي أمام الكويت، وكيف الحال إذا كان الكلام المتبادل مع معتوق تحديداً، وهو الذي دكّ مرمى «الأزرق» بهدفين على ملعب المدينة الرياضية في الدور الثالث للتصفيات المونديالية الماضية؟

وبقدر ما يُعدّ معتوق فألاً حسناً عندما يختص الأمر بمواجهة الكويتيين، فإن التفاؤل يمكن أن تأخذه من ابتسامته الفورية لدى سؤاله عن توقعاته للمباراة. هي الابتسامة نفسها التي رسمها كثيرون عندما وضعت القرعة المنتخب الخليجي في مجموعةٍ واحدة معنا مجدداً، إذ بتنا على اقتناع بأننا عقدة للكويتيين، وهم باتوا على اقتناع بأن المشقات وأوجاع الرأس تنتظرهم دائماً في كل مرة يواجهون فيها المنتخب اللبناني.
الارتياح الموجود في عيون معتوق وكل أولئك الذين نشطوا في تدريبات منتخبنا على ملعب بيروت البلدي، طوال الأسابيع الأخيرة، يعكس التفاؤل الناتج من ثقة اللاعب اللبناني هذه الأيام بنفسه وبقدراته، وخصوصاً بعدما خرج للاحتراف وثبّت أقدامه، إذ لا يمكن القول إن أحد لاعبينا المحترفين عاد خائباً أو يضع نفسه بتصرف المنتخب وهو لم يجد لنفسه مكاناً في فريقه. على العكس تماماً، فها هو معتوق يقدّم أفضل مواسمه في الإمارات، حيث برز بلال نجارين كأحد أفضل المدافعين في الدوري أيضاً. وها هما علي حمام ووليد اسماعيل يحققان ما لم يستطع تحقيقه فريقهما السابق النجمة هذا الموسم، فتوّجا بكأس إيران مع زوب آهان، بينما يعود رضا عنتر وهو يحمل المزيد من العلامات الفارقة التي وضعها في ملاعب الصين...
كل هذا المشهد الجميل الذي يعكس عيون التفاؤل، لا بدّ أن يكون قد انعكس رعباً في عيون الكويتيين، الذين انكبوا منذ سحب القرعة على دراسة المنتخب اللبناني، آملين فكّ العقدة. ولا شك في أن هذا الخوف ازداد مع تعيين الاتحاد اللبناني لكرة القدم المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش على رأس منتخبنا، فقَدِم الرجل من الجهراء الكويتي حاملاً ملفات أبرز نجوم «الأزرق».
يحب الكويتيون عادةً القدوم الى لبنان لقضاء فصل الصيف، ولو أن هذا الأمر تغيّر نسبياً في الأعوام القريبة الماضية بسبب تخوّف بعضهم من القدوم الى بلاد الأرز لأسباب أمنية، بينما يفضّل لاعبو منتخبهم عدم زيارتنا هذه الأيام لأسبابٍ كروية، إذ يعلمون أن ملعب صيدا الذي سيستضيف المباراة الخميس، لن يكون هواؤه بارداً وعليلاً كمصيف بحمدون في فترات المساء. هناك في صيدا، ستكون الأجواء ساخنة جداً، وسيهيئها الحشد الجماهيري الذي ينتظر منتخب الكويت على نار، وستحمّيها طبعاً تلك الرغبة الموجودة لدى رجالنا لتسطير بداية مثالية في انطلاق التصفيات.
لاعبون ومشجعون مدعوون لجعل يوم 11 حزيران تاريخاً جديداً يُسجّل في لائحة تفوّقنا على منتخب الكويت، وتعويض كل تلك الخيبات التي تعرضنا لها أمام «الأزرق» في فتراتٍ سابقة، إذ لم نهضم حتى اليوم صفعات جاسم الهويدي وبشار عبد الله وعبد الله وبران وزملائهم.
في يوم 11 حزيران، قد تكون السماء زرقاء وصافية في بحمدون حيث مقر الإقامة المفضّل للأشقاء الكويتيين، وسيكون البحر أزرق في صيدا أيضاً، لكن مجدداً صيدا ليست بحمدون، فبحر المدرجات الحمراء بهديره وأمواجه سيطغى على أي لونٍ آخر.