في عمر مبكّر، حصل شيا لابوف (1986 ــ الصورة) على أكبر الفرص. النجم الأميركي عرف الشهرة منذ طفولته. انتقل من شعبية «ديزني» (شخصية لويس ستيفنز) إلى البلوك باستر والأفلام الكبيرة. سريعاً، عمل مع كبار مثل أوليفر ستون ولارس فون ترير وستيفن سبيلبيرغ وروبرت ريدفورد. نعم، لابوف قادر على تحقيق الإيرادات، ولكن فرادة الأداء أمر آخر. لا تبدو موهبته قادرةً على اختراق سقف محدّد. يصعب تخيّله على منصّات التتويج في المحافل الكبرى. المفارقة أنّ ظهوره في كليب Elastic Heart لـ«سيا» أفضل من معظم أفلامه.
نجم سلسلة Transformers لمايكل باي، صار معروفاً بغرابة أطواره وتصرّفاته المثيرة للجدل. في «مهرجان برلين السينمائي 2014»، مشى على السجادة الحمراء مقنّعاً بكيس ورقي، يحمل عبارة «أنا لستُ مشهوراً بعد الآن». لم يطل الوقت قبل أن يفتعل شجاراً في إحدى حانات لندن. تزامن ذلك مع فضيحة سرقته حوارات فيلم لدانيال كلوس، واستخدامها في فيلمه القصيرالذي حمل عنوان Howard Cantour.com عام 2012 من دون ذكر المصدر.
هذا دفعه إلى إعلان اعتزاله، قبل أن يعدل عن ذلك. في 2014، وأثناء تصوير Fury لدايفد إير، بلغ قمّة البوهيمية. انعزل في غرفة فندق ناءٍ بعيداً عن زملائه. قام باقتلاع إحدى أسنانه بنفسه، ورفض الاستحمام لأسابيع عدّة، حتى يقترب من حياة جندي دبابّة في الحرب العالمية الثانية وفق تصوّره. في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2014، حضر العرض المسرحي «كاباريه» في برودواي ثملاً. راح يصرخ ويقاطع ويدخّن في الصالة، حتى أنّه ضرب الممثّل آلان كومينغ على مؤخرته، ما أدّى إلى اعتقاله ومثوله أمام محكمة.
الأسبوع الفائت شهد آخر تقليعاته. يبدو أنّ لديه حماسة زائدة تجاه مهرجانات السينما. خلال الترويج لوثائقي Love True للإسرائيلية ألما حرئيل الذي قام بإنتاجه، في «مهرجان ترايبيكا السينمائي» الأخير، ظهر بشعر صادم. حلق جانبي رأسه، تاركاً شعر المنتصف ينسدل جديلةً على كتفه. التسريحة «الثورية» أدارت رؤوس مسؤولي الميديا. البعض اعتبرها «تسريحة المستقبل»، فيما تحدّث آخرون عن «ضفيرة الأحلام». صحيفة «دايلي ميل» البريطانية شبّهتها بـ«ذيل فأر على السجادة الحمراء». من جهته، لم يقدّم لابوف أيّ تفسيرات. هل هذا الشكل من أجل دور ما، أم أنّه جزء من جموحه المعتاد؟ المؤكّد أنّه يعمل عليه منذ أشهر. هذا لم يمنعه من التحدّث لمجلة Variety الأميركية. أدلى بأغرب تصريح فلسفي ملتبس يمكن نجماً هوليوودياً أن يتفوّه به: «كنجم مشهور، أنا لستُ فرداً. أنا تمثيل مثير لإنسان حيّ. عكس الفرد، العدو للفرد، في نفسي كما في الآخرين. النجم المشهور يقف في موقع تحديد الهويّة، مع حياة سطحية في الظاهر، عليها أن تعوّض عن التخصّصات الإنتاجية المجتزأة التي عاشت بالفعل. أعني متطلّبات أن تصبح نجماً شهيراً. عليك أن تصبح جسداً مستعبداً، فقط لحم – سلعة، وأن تنبذ كل الميزات المستقلة، لتنسجم مع القانون العام للانقياد وفق مجرى الأمور. النجم نتاج عصر الآلة، من مخلفات قيم الحداثة. هذا قديم، عفا عليه الزمن». ما علاقة هذه الشروحات الوجوديّة بتغيير الـ«ستايل»؟ وحده عقل شيا لابوف قادر على تحليل ذلك. في المشاريع المقبلة، يضطلع بدور «غابريال» الذي يبحث عن ابنه في شريط التشويق المستقبلي Man Down لديتو مونتيل. كذلك، يحضر في دراما American Honey للإنكليزية أندريا أرنولد.