في مثل هذا اليوم، قبل ثلاثين عاماً، زفّت سناء محيدلي عروساً للجنوب. كانت الفتاة الأولى التي تنفّذ عملية استشهادية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وترسّخت صورتها في وجدان آلاف اللبنانيات واللبنانيين. «بلدي» الذي يوجّه لها التحية اليوم، لا يفوته وجود معارك كثيرة يفترض أن شباب لبنان يجب أن يخوضوها، وخصوصاً تلك المتعلقة منها بالشان البيئي.
فعندما نفقت فقمة الراهب في منطقة الروشة، ارتفعت الأصوات المذّكرة بأهمية هذا الحيوان الذي بات نادراً في لبنان، والمهدّد بالانقراض على المستوى العالمي. الإعلان عن تحنيطها، وجنينها، شكّل تعزية للآسفين على المصير الذي انتهت إليه. وهو ما فتح الباب للسؤال عن مهنة التحنيط في لبنان، والعاملين فيها. أسئلة كثيرة تدور حول هذه المهنة، وخصوصاً لجهة طريقة الحصول على الحيوانات، إلا أن الأمر الأساسي هو أهمية هذه المهنة في تذكيرنا بواحدة من ثروات بلادنا التي تنقرض. إذ نجد لدى هؤلاء المحنّطين حيوانات عديدة لم نعد نراها، وأخرى لم نكن نعرف بوجودها أصلاً في بلادنا. وكأنه لا يسعنا الاحتفاظ بثرواتنا إلا ميتة! فما نخسره بات كثيراً، من مهن مهدّدة بالانقراض كما الحدّاد العربي في طرابلس، إلى مصانع أقفلت أبوابها فعلاً كما في جبل محسن. كلّ الأمل أن لا يكون الحلّ لمشاكلنا تقديم النذور لمقامات منسية في القرى، كما هي الحال مع مقام النبي موسى في القماطية، أو انتظار الموت على قارعة الطريق كما حصل لبائعة الورد في صيدا

(بلدي)