القاهرة | كثيرة هي قصص الحب التي ولدت على الشاشة الفضية، ولم يكتف أبطالها بدراما يقدمونها للجمهور غالباً ما تنتهي نهايات سعيدة، بل سعوا إلى تحويلها إلى قصص واقعية أكثر سخونة وإثارة في الحياة. لا أحد ينسى قبلة فاتن حمامة لعمر الشريف، القبلة الأولى لـ «سيدة الشاشة» التي فتحت الباب أمام قصة حب طويلة صارت رمزاً للرومانسية، أو ليلى مراد وهي تغني لأنور وجدي «قلبي دليلي»، وهدى سلطان وهي تغني لفريد شوقي «عمري ما دقت الحب غير لما حبيتك»، وبوسي وهي تموت بين يدي حبيبها نور الشريف في فيلم «حبيبي دائماً».
ورغم العشق الذي كان يظهر على الشاشة، وتحوله إلى قصص حقيقية، إلا أن قليلة هي القصص التي استمرت وشكلت ثنائيات عرفتها السينما المصرية والعربية. بعضها تحول إلى أيقونات للحب، ورمز للرومانسية بمجرد أن نشاهدها أو نستدعيها، وبعضها انتهى بالانفصال والخيانة، أو النهايات غير السعيدة. هنالك أيضاً ممثلون شكلوا ثنائيات على الشاشة عشقها الجمهور معاً، رغم أنهم كانوا مجرد أصدقاء مثل شادية وكمال الشناوي، ونور الشريف وميرفت أمين، ونجلاء فتحي ومحمود ياسين.

ليلى وأنور: «الخيانة» المرّة

انطلقت شرارة الحب بين أنور وجدي وليلى مراد من رقصة الفالس الشهيرة على ألحان أغنية «أنا قلبي دليلي» التي وضعها الموسيقار الكبير محمد القصبجي. يومها، أعلنا نيتهما الزواج بعد هذه الرقصة في فيلم يحمل اسم الأغنية صدر عام 1947.
كان الثنائي قد تعارفا في أربعينيات القرن الماضي عندما جمعهما فيلم «ليلى بنت الريف» (إخراج توجو مزراحي ـ 1941) ثم توطدت علاقتهما بعدما قدما معاً أفلاماً عدة منها «ليلى في الظلام» (توجو مزراحي)، و»شهداء الغرام» (كمال سليم)، وأيضاً «عنبر» و»حبيب الروح» و»بنت الأكابر» و»غزل البنات». أفلام تبدو أكثر إبداعاً من أعمالهما التي قدماها قبل الزواج ومنها «شهداء الغرام» و»ليلى بنت الريف». من الحكايات التي تروى عن علاقة الاثنين، هو حبّ ليلى الشديد لأنور، واستغلاله لنجاحها ونجوميتها. في إحدى المرات، تعرّف أنور إلى فتاة فرنسية وارتبط بها. حين علمت ليلى بالأمر، قررت أن تفاجئه في المنزل الذي استأجره لتلك الفتاة. لكن بعدما وصلت إلى هناك، ظلت في سيارتها. وعندما رأت أنور قادماً نحوها بصحبة الفتاة ومتجهاً إلى سيارته، تقدمت نحوهما، وأصرت على أن تصطحبهما إلى العشاء، وتعاملت مع الفتاة برقي وتحضر شديدين أدهشا أنور. بعدها، ذهبت إلى المنزل وحزمت حقائبها، واتجهت إلى غرفة المكتب حيث أمضى أنور ليلته، ولم يكن يعرف كيف يتصرف مع ليلى التي «ظبطته»، وفاجأته بقولها: «أنا مبسوطة يا أنور إني كسبت الرهان. كل الناس كانوا بيقوللي أنك ما بتعرفش تحب غير نفسك، وأنا كنت برد وأقول لا أنور عنده قلب وبيعرف يحب». ثم أخذت حقيبتها وغادرت المنزل إلى غير رجعة، وتم طلاق أحد أشهر الثنائيات في السينما المصرية.

عمر وفاتن: حب إلى الأبد

في خمسينيات القرن الماضي، بدأت قصة حب عمر الشريف، و«سيدة الشاشة» فاتن حمامة، عندما التقيا معاً في فيلم «صراع في الوادي» (يوسف شاهين ـ 1954). حلّ الشريف بديلاً من الفنان شكري سرحان الذي رفضت فاتن أن يمثل أمامها، لأنه كان واقعاً في غرامها، وكانت تخشى من المشاهد الغرامية بينهما. والمفارقة أنّها لم ترفض تقبيل عمر الشريف الوجه الجديد حينها، رغم رفضها في تلك الفترة القبلات والمشاهد «الساخنة». وتشاء الأقدار أن تنفصل فاتن عن زوجها المخرج الشهير عز الدين ذو الفقار في هذا الوقت، لتمنح عواطفها كاملة لعمر الشريف. حبّ عمر لفاتن دفعه إلى إشهار إسلامه بعد الفيلم مباشرة، وتزوجا واستمر ارتباطهما 15 عاماً، ثم انفصلا. مع ذلك، ظل الشريف يبوح بحبه لـ «سيدة الشاشة» في كل مكان، ويعترف أنه لم يحب سواها طوال حياته وقال: «لم أحب أو أتزوج بعد فاتن حمامة، فهي المرأة الوحيدة في حياتي، وحبها بالنسبة إليّ الأول والأخير»، رغم اعترافه أيضاً بأنه خانها أكثر من مرة في حوارات وتصريحات صحافية. وفي فترة زواجهما، قدما أفضل الأعمال السينمائية منهما «صراع في الميناء» و»لا أنام» و»سيدة القصر» و»نهر الحب».

شادية وصلاح: أغلى من حياتي

بعد انفصالها عن النجم عماد حمدي، تزوجت شادية النجم صلاح ذو الفقار عقب نجاح فيلمهما الرومانسي «أغلى من حياتي» (1965). وبحسب كتاب «أشهر مائة في الغناء العربي»، كان أول لقاء بين شادية وصلاح ذو الفقار في فيلم «عيون سهرانة» عام 1957 خلال زواجها من عماد حمدي. وربما يكون حمدي لمح خلال هذا الفيلم بحاسة الزوج ما يقلقه ويوتر علاقته مع شادية، لا سيما أنه كان شديد الغيرة، خصوصاً في الأيام الأخيرة من حياتهما الزوجية التي انتهت في أيار (مايو) من العام نفسه.
وجاء في الكتاب أن علاقة الحب بين شادية وصلاح ذو الفقار لم تعرف للناس إلا عندما قدما فيلم «أغلى من حياتي» (1965). شهد الشريط اللقاء الثاني بينهما، وأخذت قصته عن قصة «الشارع الخلفي» (1961) لجون غافن وسوزان هيوارد، وهو فيلم شديد الرومانسية يروي قصة شاب وفتاة تحول الظروف دون زواجهما، ويسير كل منهما في طريقه إلى أن يتزوج المهندس الشاب ويشتهر في مجاله، وتصبح له أسرة وأبناء. ويوضح الكتاب أنّ شادية تزوجت صلاح ذو الفقار مرتين لا مرة واحدة. في تشرين الثاني (نوفمبر) 1967، تزوجا بعد قصة حب دامت أشهراً بعد فيلم «أغلى من حياتي» وعاشا حياة سعيدة. لكن شادية شعرت مرة أخرى بالحنين للإنجاب، وحملت بالفعل للمرة الثالثة، ومكثت في البيت قرابة خمسة أشهر لا تتحرك حتى يثبت حملها، لكنها فقدت الجنين. أثّر ذلك بشكل سيء على نفسيتها وحياتها الزوجية، فوقع الطلاق في آب (أغسطس) 1969. أثمر هذا الارتباط والزواج بين شادية وصلاح ذو الفقار عدداً من الأفلام الناجحة التي قاما ببطولتها مثل «مراتي مدير عام» (1966) و«كرامة زوجتي» (1967) و«عفريت مراتي» 1968، وجميعها من إخراج فطين عبد الوهاب.

شويكار وفؤاد: تتجوزيني يا بسكويتة؟

كانت قصة حبهما تحاكي الأفلام والروايات. فؤاد المهندس وشويكار أجمل ثنائي كوميدي على الإطلاق. وقع فؤاد في غرامها منذ أن شاهدها، ولم يتمالك نفسه على خشبة المسرح، فخرج على النص وقال لها أمام الجمهور «تتجوزيني يا بسكويتة؟» وكانا يقدمان معاً مسرحية «السكرتير الفني» (1968). إلا أنّ انفصال النجمين ظل لغزاً حتى الآن. الثنائي الذي كان أجمل «دويتو» فني استمر 20 عاماً، فقدم أنجح الأفلام منها «أخطر رجل في العالم»، «شنبو في المصيدة»، «أرض النفاق»، «اعترافات زوج»، «هارب من الزواج»، «العتبة جزاز»... انفصل الزوجان وظلا صديقين بعد سنوات طويلة من الحب الذي بدأ في مسرحية «السكرتير الفني» وانتهى في مسرحية «روحية اتخطفت» آخر عمل فني جمعهما سوياً. وربما مشهد جنازة فؤاد المهندس في 2006، دليل على حب ووفاء شويكار له، إذ خرجت وهي تبكي وتصرخ وتتألم على فراقه.

هدى و«الوحش»

ظل عمر الشريف يقول إنّ فاتن
حمامة حبه الأول والأخير رغم اعترافه أيضاً بأنه خانها أكثر من مرة


«تتجوزيني يا بسكويتة؟» قالها فؤاد المهندس لشويكار خلال تجسيدهما بطولة مسرحية «السكرتير الفني»
مصادفة أم ميعاد؟ لا أحد يستطيع توصيف تلك العلاقة المركبة والمعقدة بين اثنين من أهم وأكبر المواهب الفنية في السينما المصرية. في عام 1950، انفصل «وحش الشاشة» فريد شوقي عن زوجته زينب عبد الهادي، ورُشِّح لبطولة فيلم «ست الحسن» (إخراج نيازي مصطفى). وكانت صاحبة الحنجرة الذهبية والحضور الطاغي هدى سلطان، قد انفصلت عن زوجها فؤاد الأطرش شقيق المطرب فريد الأطرش. كانت هدى سلطان قد حكت عن لقائها الأول بـ «وحش الشاشة»، قائلةً: «جلست أتفرج على التصوير، وكنا في شهر رمضان وكنت متعبة من الجوع، ولاحظت أن فريد يختلس النظر إلي بين الحين والآخر، حتى انتهز فرصة تغيير الإضاءة واقترب مني قائلاً: تشربي حاجة ساقعة؟ فقلت له: لا.. أنا صايمة. بدت عليه مظاهر الدهشة وهو يقول: صايمة؟! قاطعته قائلةً: وبصلي كمان... غريبة! فقال: «أبداً، أبداً»، وغادرت الاستوديو بعد ذلك والشيء الوحيد الذي كان يطوف في ذهني نظراته وابتساماته». وأضافت: «لقد جمعنا أول فيلم أحصل فيه على البطولة المطلقة وهو «حكم القوي» عام 1951 مع محسن سرحان، وكان فرصة ليتقرب كل منا للآخر ونتبادل الحديث عن آلامنا وهمومنا، إلى أن التقت عواطفنا عند نقطة واحدة. وحين عرض علي الزواج، كانت الإجابة أسرع من السؤال، وتزوجنا في اليوم الأخير من تصوير الفيلم».
وخلال زواج استمر 15 عاماً أثمر عن ابنتين هما ناهد ومها، قدما أكثر من 20 عملاً كثنائي مميز في أفلام «رصيف نمرة 5»، «جعلوني مجرماً»، «الأسطى حسن»، «بورسعيد» إلى أن انفصلا في الستينيات. جاء الطلاق بإصرار من هدى سلطان، بعد محاولات من فريد شوقي للم الشمل اثر خلافات كبيرة بينهما. قيل يومها إنها بسببه وبسبب غيرته الفنية، ذهبت الى مصحة نفسية. ورغم الانفصال، إلا أن الثنائي ظل من أجمل الثنائيات. ورغم الألم والمرض، أصرت هدى على الذهاب إلى جنازته لتوديعه وهي متكئة على عصاها، ووقفت باكية على قبره في أواخر تموز (يوليو) 1998.

تحية والدنجوان


علاقة النجمة الراحلة تحية كاريوكا بالنجم رشدي أباظة كانت أقوى من زواجهما الذي لم يدم طويلاً. النجمة الراحلة اعترفت بأنها أحبته حباً كبيراً، إلى درجة أنه بعد رحيلها، فتحوا الدرج الخاص بها ولم يجدوا فيه سوى صورة تجمعها برشدي أباظة و»دبلة» زواجها من فايز حلاوة. تحية أحبت رشدي حتى التقديس منذ أن ظهر في حياتها. تزوجته عام 1952 وسافرت معه إلى لبنان وهناك ضبطته في أحد ملاهي شارع الحمرا البيروتي في وضع حميم مع امرأة فرنسية. وبدون مقدمات أو مراعاة، جرّت تحية المرأة الفرنسية من شعرها وضربتها بقسوة وطلبت منه الطلاق. بعد طلاقهما، لم تتردد تحية في مشاركته في بعض الأفلام، ووافقت على لعب دور أمه في فيلم «الطريق» لنجيب محفوظ عام 1964، رغم أنه كان زوجها قبل الفيلم بسنوات قليلة.

نور وبوسي: الأكثر رومانسية رغم الطلاق

تبقى حالة الحب والتوهج الفني بين نور الشريف وبوسي حاضرة بقوة، منذ أن لفتت نظره عندما كان نور وجهاً جديداً في مسلسل «القاهرة والناس» للمخرج محمد فاضل، وبعدها تم الزواج عام 1972، وأنجبا سارة ومي. رغم قمة الرومانسية التي وصل إليها الثنائي في فيلم «حبيبي دائماً» (1980) الذي يعد واحداً من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية، و»العاشقان» الذي شهد آخر تعاون بينهما، إلا أنهما انفصلا عام 2006 بعد زواج استمر ما يقرب 30 عاماً. ولم يستطع أحد حتى الآن أن يعرف السبب الحقيقي لانفصالهما، خصوصاً أنهما لا يزالا يتجاوران في السكن. ظهر حجم الوفاء والحب أثناء وقوف بوسي إلى جوار الشريف في أزمته المرضية الأخيرة، إذ لم تفارقه أبداً وحضرت معه المهرجانات التي كرمته، إضافة إلى سفرها معه في رحلاته العلاجية.

ميرفت وحسين

بعد انفصال ميرفت أمين عن زوجها عمر خورشيد عازف الغيتار الشهير، وقعت في غرام حسين فهمي وتزوجته في السبعينيات. أثمر زواجهما عن ابنة وحيدة هي منة الله، وذكرت ميرفت أنّهما تزوجا أثناء تصوير فيلم «مكالمة بعد منتصف الليل» (إخراج حلمي رفلة ـ 1978)، وأقاما معها في شقتها في المهندسين، لكنها انفصلت عنه بعد 12 عاماً من الزواج. خلال هذه الفترة، قدما معاً أفلاماً عدة منها «آسفة أرفض الطلاق» (1980)، «حافية على جسر الذهب» (1976)، «رجال لا يعرفون الحب» (1979) «الإخوة الأعداء» (1974).




محمود المليجي وعلوية جميل

كان الثنائي محمود المليجي وعلوية جميل يعملان معاً في فرقة فاطمة رشدي. ذات يوم سافرا معاً إلى «رأس التين» لتقديم عرض مسرحي. وهناك تلقى المليجي خبر رحيل والدته، فقامت الفنانة علوية جميل، ببيع أساورها الذهبية وأحضرت له النقود حتى يسافر ويقيم الجنازة لوالدته. بعدها، طلب المليجي الزواج من علوية جميل، فوافقت على الفور.