رالف ضومطلا تبحث سارة عن وردة حمراء تلوّن غرفتها. فهذا النوع يموت سريعاً. يحلّ ضيفاً لأيام، يعطر الغرفة لساعات ومن بعدها يهوي على الأرض من دون قيمة. يموت على مراحل، يبدأ مع فقدانه لأطرافه فتغير لونه. ورود جميلة في أول لحظة تفقد قيمتها مع مضي الوقت.

خوف سارة من فقدان الوردة ليس الا قلقاً من نسيان ما جعلها تحصل عليها في بادئ الأمر. فلكل قصة بينها وبين روني وردة تلخصها، ما ولد لديها شغفاً بحفظ الذكرى وعيشها فترة اطول. تمسك بالوردة بعد تسلمها، تشكر حبيبها بقبلة بريئة، وتعود أدراجها الى المنزل حيث تنسى كل شيء وتبدأ بعملية «تخمير» الوردة. تربطها بشريط لا طول محدّداً له وتتركها لشهر أو اثنين معلّقة بالمقلوب. تكشف عن سرّها «هكذا تذبل الوردة، تيبس، من دون أن تسقط أوراقها». وتوضح أن «خلود» وردتها لا يمكن أن ينجح «إلا إذا تركت الوردة تموت في الهواء الطلق»، معترفةً انها فشلت يوم حاولت القيام بوضع الوردة في صندوق مغلق «اذ أكلتها الحشرات».
كل وردة تموت على طريقتها. تتنازل جميعها عن اللون الأحمر وتتلون بالرمادي والأسود والبني بدلاً منه. اللون الأحمر لا يعيش. وحدها الالوان الداكنة تفعل، حتى صار لسارة باقة من الورد الأسود اليابس. ورد أبدي لا يموت ولا يختفي. تضحك الشابة وهي تكشف سرّ سعادتها البسيط: «كل مرة يغضبني يحضر لي وردة، انما الأقرب الى قلبي تبقى الوردة التي يفاجئني بها من دون مناسبة. هو يحضر الورود وأنا أخمرها فأحتفظ بها الى الأبد».