دمشق | تواصل كاميرا المخرج مروان بركات دورانها، متنقلةً بين أكثر من موقع في حارات الشام القديمة، لتصوير أحداث ثاني أجزاء مسلسل «الغربال» عن نص للكاتب سيف رضا حامد. تنتج هذا العمل شركة «غولدن لاين» للموسم الثاني على التوالي، بعدما حققت خرقاً ما على المستوى التسويقي. فقد عرضته محطّات عربية عدة، خلال موسم دراما رمضان الفائت، رغم جماهيرية «باب الحارة6»، المنافس الأكبر لأي عملٍ شامي آخر.
«أن تعرف الحقيقة هذا لا يكفي... لكن الأهم أن تعرف كيف تثبتها، وتكشفها للآخرين»، بهذه الكلمات يلخصّ الكاتب لـ«الأخبار» مقولة «الغربال2» الذي «ينبش ذكريات من ماضي حي «الشاغور» الدمشقي. يعيش حاضره، ويفتح أمام المشاهد أبواب مستقبل مجهول».
تبدأ أحداث الجزء الثاني من نقطة انتهاء «الغربال1»؛ يوم تعرّض «جابر» (ميّار النوري) لإطلاق الرصاص، وما تلا ذلك من تداعيات. وبحسب سيف رضا حامد، «سيكون فاتحة لتصعيد الصراع بين «أبو جابر» (بسّام كوسا)، و«أبو عرب» (عبّاس النوري)، وتبادل الإتهامات بينهما، لتهدأ الأمور نسبياً، لكن ذلك لن يدوم طويلاً، إذ سيُساهم في تصعيد الأحداث وصول «أم صابر» (نادين خوري) إلى الحارة، مطالبةً بالثأر لمقتل أختها «أم سالم» (أدّت دورها في الجزء الأوّل منى واصف)، ما سيعيد خلط الأوراق، فيما ستشهد شخصيّة «أم جابر» (أمل عرفة) تطوّرات كبيرة، كما العديد من شخصيّات العمل».
«أم صابر» (نادين خوري) هي الشخصية الجديدة التي دخلت على خط الأحداث

«الأخبار» زارت أحد الفنادق التراثيّة في «حارة الزيتون» في منطقة «باب شرقي» الذي أصبح خارج الخدمة رغم جماليّة عمارته بسبب تأثيرات الأزمة. وقع عليه الاختيار ليكون منزل «أم صابر» الشخصية الجديدة التي دخلت على خط أحداث «الغربال» بجزئه الثاني، مما يسهم في إزكاء الصراع بين أهالي الحارة.
«شخصية متمردة، لكنّها تتكئ على الحق في مطالبها، ومواجهتها للرجال، وكبار حي «الشاغور». كل غايتها فضح المستور، وإعادة حق أختها، من دون الافتراء على أحد». هكذا تبدو ملامح «أم صابر» كما رسمتها نادين خوري في حديثها لـ«الأخبار»، وعدت هذا الدور من الأدوار النسائية المختلفة التي تقدّم عادةً في الأعمال الشاميّة: «اعتاد المشاهد رؤية المرأة مكسورة الخاطر، ومغلوبا على أمرها، بينما تكون هذه الشخصيّة حاسمة، ولها موقف، وكلمة، وحضور، وتعريفها الأساسي: حاملة ثأر».
وتتابع خوري: «نسمع عن في الجزء الأوّل أنّ «أم صابر» تقيم في حلب، وها هي تعود لتنتقم، ولديها حنين لرائحة الشام، ويأتي ذلك ضمن حبكة دراميّة تتنوّع مفرداتها بين الثأر، والغدر، ولم الشمل، والحنان، والقسوة، والتعاسة، والحب، إذ لا يوجد إنسان على وجه الأرض تتسم شخصيته بالخير أو الشر المطلقين».
وأكدّت الممثلة السوريّة أنّ أكثر ما شدّها للمشاركة في «الغربال 2» هو «حبكة النص الذي كتبه سيف رضا حامد، وجاذبية الشخصيّة ودفاعها عن المرأة الشاميّة، وإحساسي بأنني بأيادٍ أمينة مع المخرج مروان بركات، إذ يتسّم التعاون معه بدرجة عالية من الرقي والتفاهم بينه وبين الممثل».
وفي تصريحٍ مقتضب، قالت لنا كندة حنّا إنّ «كل ما تفعله «شامة»، وما تحيكه من مؤامرات، يصب في إطار سعيها إلى تحقيق مكاسب تطمح إليها تتعلّق بالجاه، والمال، والزواج بمن تحب».
هل ستنجح «الخادمة» في تحقيق ما تريد، وتتحوّل إلى «خانم»؟ هذا ما سيعرفه المشاهد ضمن تطورّات كبيرة تشهدها أحداث «الغربال 2» خلال عرضه في شهر رمضان المقبل، بينما «سيكون ضحايا صراع الماضي، أكثر براغماتية في سعيهم لتحقيق أهدافهم، والمستفيد الأكبر هو السلطات الفرنسية التي كانت تحكم البلاد آنذاك».