على بعد أيام من عمادة المسيح، كان لبنان يتعمّد مرتين. العمادة الأولى بالدم في منطقة جبل محسن، والثانية بالثلج على مساحة الوطن. فارق كبير بين العمادتين. في الأولى حزن ودموع وترقّب للأسوأ. وفي الثانية، فرح وأمل كبير بالخير الذي يدسّه البساط الأبيض في تراب لبنان.
لكن لا جديد في المشهد. لم يكن لبنان يوماً إلا متأرجحاً بين هذين الخيارين. عاش اللبنانيون ظروفاً قاسية كثيرة. فقدوا أحبتهم، وخسروا أماكن كبروا فيها، وأمضوا ليالي طويلة برفقة الدموع... رغم ذلك كان يكفيهم دوماً بصيص فرح ليتمسّكوا به.
في مطلع عام 2015، الذي ينبئ بأيام صعبة، لا يمكن إلا التماس هذا البصيص. اعتقدنا أن الاستعانة بالذكريات الإيجابية أمر قد يكون مفيداً، كأن نحكي قصة شارع يحتضن مرحلة أساسية من التاريخ الحديث للبنان، مثل جبل العرب، لكننا لم نستطع تجاوز حقيقة أن بيوته القديمة تعيش أيامها الأخيرة.
غالباً، يكفي لكي نحافظ على بعض الأمل، أن نقف على حافة الانتظار

(بلدي)