لا يزال بايرن ميونيخ يحتل العناوين العريضة في الوسط الرياضي، إثر قراره «المباغت» بإقالة مدربه الأول. سبق وأن استقدم العملاق البافاري جوليان ناغلسمان صيف عام 2021 من مواطنه لايبزك مقابل صفقة قياسية في سوق انتقالات المدربين قُدرت بـ25 مليون يورو حينها وذلك بعد نتائجه المميزة. ارتأى المارد الأحمر في ذلك التوقيت ضمان مشروع طويل الأمد مع المدرب الشاب، غير أن ذلك لم يحدث. ناغلسمان خارج قلعة أليانز آرينا بعد قرابة عامين من استقدامه، والأسباب تتخطّى الشق الفني.اتّصف موسم بايرن ميونيخ الحالي بالتخبّط النسبي. فرغم بلوغه الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا على حساب باريس سان جيرمان، لا يبدو الفريق مقنعاً في الدوري المحلي بغض النظر عن ابتعاده بفارق نقطة واحدة خلف المتصدر بوروسيا دورتموند. خسر العملاق البافاري 10 نقاط خلال عام 2023 وحده، ما سمح لدورتموند اللحاق به واعتلاء الصدارة قبل المباراة المرتقبة بينهما يوم السبت المقبل، (19:30 بتوقيت بيروت).
تردّي نتائج وأداء الفريق دفع الإدارة إلى اتخاذ قرارها الحاسم، وهو ما أشار إليه الرئيس التنفيذي للنادي، والحارس التاريخي للفريق أوليفر كان بقوله: «خلصنا إلى أن مستوى فريقنا في تراجع ملحوظ رغم الفوز بالدوري الموسم الماضي. بعد كأس العالم، كنا نقدم أداء أقل فعالية وجاذبية، وتذبذب مستوانا بصورة عرّضت أهدافنا للموسم، وما بعدها، للخطر. لهذا تصرفنا الآن».
كما أشارت العديد من الصحف الألمانية والأوروبية إلى أسبابٍ أخرى دفعت نحو اتخاذ قرار الإقالة، منها ما يتعلّق بتدهور العلاقة بين المدرب واللاعبين، على رأسهم قائد الفريق، الحارس مانويل نوير، فيما رجّح البعض بأن تصريح ناغلسمان في مؤتمره الصحافي قبل المباراة مع باير ليفركوزن الأسبوع الماضي حول وجود «جاسوس» في الفريق، بعد تسريب خطط المباراة في صحيفة سبورت بيلد الأسبوعية، كان بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير. من جهتها، أضاءت سكاي سبورتس على أن انعدام تطوير اللاعبين الشبان والمواهب من قبل ناغلسمان كان من أهم أسباب الإقالة.
هو قرار مفاجئ، لكن توقيته مفهوم. يُقبل بايرن ميونيخ على مباريات حاسمة في موسمه، أبرزها اللقاء المرتقب أمام دورتموند محلياً، ثم أمام مانشستر سيتي الإنكليزي في ذهاب دور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا. فسخ العقد مع ناغلسمان واقتناص توخيل من أندية أخرى ترغب بالتوقيع معه يعد نجاحاً كبيراً بالنسبة إلى البافاريين، خاصةً وأن مدرب تشيلسي السابق أشرف خلال مسيرته على تدريب بوروسيا دورتموند، كما ألحق الهزيمة بمانشستر سيتي قبل عامين في نهائي دوري الأبطال، من دون إغفال الإنجازات التي حققها في فرنسا أيضاً مع باريس سان جيرمان، وخروجه من هناك لأسباب خاصة وليس بسبب مشكلات فنية.

الأعين على المستقبل
يُعد ناغلسمان أحد ألمع المدربين الشباب حول العالم. سبق وأن حقق نجاحاً لافتاً رفقة هوفنهايم ولايبزك في الدوري الألماني، قبل رفعه لقب الدوري العاشر توالياً مع بايرن ميونيخ. مسيرته الحافلة رغم سنه الصغيرة (35 عاماً) تجعله مطلباً للعديد من الأندية. قد يكون ريال مدريد وجهةً محتملة في الصيف، غير أن موجة الإقالات الحاصلة في إنكلترا تحديداً، تجعل لندن المحطة الأقرب لجوليان.
مواجهة بروسيا دورتموند نهاية الأسبوع تعتبر اختباراً حقيقياً لتوماس توخيل


تمّت إقالة المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي في نهاية الأسبوع الماضي من تدريب نادي توتنهام. رغبة «السبيرز» في إنهاء الموسم بين الأربعة الكبار على صعيد الدوري، بهدف التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل قد تجعله يتوجه للتعاقد مع ناغلسمان، غير أن هذا الأخير قد لا يقتنع بمشروع النادي. فبحسب الوسط الرياضي، يفضّل جوليان أن يحط رحاله في نادٍ لديه مشروع واضح يعد بالنجاح، ما يجعل تشيلسي، في حال إقالة مدربه غراهام بوتر، وجهةً أقرب.
قام «البلوز» بسوقَي انتقالات لافتين، ومع ذلك، يصارع الفريق في منتصف الجدول مع خروجه من الكأسين المحلّيتين. تبقى الآمال معلّقة على تجاوز ربع نهائي الأبطال أمام ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، الذي قد يشكّل الاختبار الحاسم لمستقبل بوتر. لكن، في حال تدهور النتائج مرة أخرى واستمرار غضب الجماهير، قد يكون ناغلسمان المدرب المقبل لتشيلسي. تجدر الإشارة إلى وجود علاقة قوية بين المدير الرياضي للبلوز كريستوفر فيفل وناغلسمان عندما كانا في لايبزك، ما يعطي أفضلية طفيفة لتشيلسي على حساب أي منافس آخر.